اليوم العالمي لكتاب الطفل .. مناسبة لترسيخ عادة القراءة لدى الأطفال

الوحدة: 31-3-2021

يعد كتاب الطفل من أولويات الأدوات المنهجية للطرق التربوية والتعليمية التي تنتهجها معظم المدارس الاجتماعية المختصة بتأهيل ورعاية الطفولة على اختلاف مراحلها العمرية . لذلك كان الثاني من نيسان من كل عام مناسبة يتم الاحتفال فيها باليوم العالمي لكتاب الطفل، وقد جاء اختيار هذا اليوم، ليوافق ميلاد الأديب الدانماركي – هانس كريستيان أندرسن – للفت الانتباه إلى أهمية كتب الأطفال ودورها الأساسي في حياتهم. و في مثل هذا اليوم – يوم الكتاب العالمي للطفل .. يبقى السؤال المطروح : ألا يمر علينا هذا اليوم كغيره من الأيام دون أي تكريس منا – كأهل ومربين ومسؤولين تربويين – لقيمة الكتاب أو لمكانة القراءة والمطالعة في حياتنا وحياة أطفالنا – على الرغم من حاجتنا إلى إدراك أهمية أن ينشأ طفلنا وبين يديه كتاب فنحتفل به وبالكتاب سوية خاصة إن أدركنا أن الكتاب خير جليس لطفل يحتاج في عملية تربيته وتعليمه لكل صنوف العلم والمعرفة ؟ .

 ولأن القراءة تعدّ وسيلة تربط ما بين العقل والحياة فلا بدّ من العمل بشكل أكبر للتشجيع على القراءة وجعلها في مقدمة الاهتمامات التربوية والثقافية في مجتمعاتنا وبالتالي السعي إلى تنمية عادة القراءة والمطالعة لدى الأطفال وتحويلها إلى سلوك اعتيادي يرافق اللعب وممارسة الهوايات الأخرى ويواكب المنهاج الدراسي ويدعمه بالمعرفة والاطلاع على منارات ومناهل للعلوم بمختلف اختصاصاتها. والآن ، وبعد انتشار أدوات ووسائل تعليمية وتثقيفية حديثة بأساليبها وإمكانياتها التقنية المتطورة في زمن وكيفية نقل المعلومات وبرمجتها بسرعة في عقل المتلقي ، يطرح الأهل دوماً السؤال الآتي : كيف أجذِب طفلي إلى أن يكونَ الكتاب صديقًاً عزيزًا لديه في سبيل العودة بأطفالهم لعهد الكتاب الورقي، بعد أن طغَت وسائل التكنولوجيا الحديثة على حياتنا المعاصرة ؟ . وقد قدَّمت الأبحاث والدراسات التربوية عدة نقاط أوليَّة تتضمن الكثير من النصائح والتجارِب من أجل تحفيز الأطفال على القراءة، ومن أهمها: الاهتمام ومشاركة الأطفال في القراءة لترسيخها كعادة وجعل الكتاب أجمل هدية.

وكذلك اختيار الكتاب الجيد ففي عصر الألوان والتكنولوجيا المترفة، لا بدَّ من اختيار الكتاب الجيد، ليس فقط في مضمونِه ؛ وإنما في شكلِه وإمكانيَّاته، فالطفلُ يميل إلى الكتاب الأنيق والملون والأهم من ذلك كله هو تعويد الطفل على اختيار كتبه بنفسه ليكوّن اتجاهاته وميوله ويشق طريقه بثقة نحو المستقبل. وبالعودة إلى مناسبة الاحتفال باليوم العالمي لكتاب الطفل تزامناً مع ميلاد الأديب الدانماركي – هانس كريستيان أندرسن الذي ولد في 2 نيسان عام 1805، ويُعد واحداً من الكتاب البارزين في مجال كتابة الحكاية الخرافية، واستوحى – أندرسن – من حكاياته أفلاماً ومسرحيات، وعروض باليه، ورسوماً متحركة، ومن أشهر قصصه – بائعة الكبريت ، جندي الصفيح ، ملكة الثلج ، الحورية الصغيرة ، عقلة الإصبع و البط القبيح – ونُقلت أشعاره وحكاياته إلى أكثر من 150 لغة. وتحتل جائزة – أندرسن- التي تمنح للمتميزين في مجال أدب الطفل، مكانة متميزة بين غيرها من الجوائز، حيث تعرف كواحدة من أرفع الجوائز، والتي يتم منحها لمؤلف ورسام كل عامين، وتوفي – أندرسن – عام 1875 عن عمر ناهز السبعين عاماً، بعد أن منح الأطفال السعادة بمجموعة كتبه الضخمة التي قدمها لهم في شكل سلس جميل جعل القراءة قريبة إلى نفوسهم، ولم تكن هذه الكتب للتسلية والترفيه فقط، ولكن كانت تتضمن الحكمة والمعرفة أيضاً.  

وسواء أكان يوماً للكتاب أو غيره من الأيام ، تبقى الحاجة ملحة له في هذه الظروف الصعبة مع التأكيد على ضرورة تشجيع المبادرات التي تحث على القراءة لتعزيز معارف الأطفال واليافعين والشباب. وتأتي أهمية الفعاليات المرافقة لهذا اليوم لكونها تهدف للنهوض بالثقافة والاهتمام بتشجيع القراءة وجعلها عادة يومية لتحقيق هدف سام له أبعاده الإيجابية على المجتمع مع الأمل بأن يعمم هذا اليوم ونشاطاته المتنوعة بما يسهم في الارتقاء بأطفالنا – اجتماعياً وتربوياً وسلوكياً . – وتوعيتهم حول أهمية الكتاب والقراءة كركيزة أساسية في ترسيخ القيم والانفتاح الثقافي على الآخر.

 فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار