كــلام فــــي الكــرة …بين التدريب والتجريب

 

العـــــدد 9308

 الأحـــــــــــــد 10 آذار 2019

 

قلناها مراراً . . ونعيدها تكراراً . . حافظوا على الاستقرار الفني لأنديتنا كي لا تقع في دوامة التخبط فما نفع التبديل من أجل التبديل والتجريب من أجل التجريب دون طائل أو نتيجة . . هل يعقل أن يحافظ ناد واحد فقط أو اثنان على جلدهما التدريبي (حتى الآن) وتقوم باقي الأندية بتغييره ولأكثر من مرة في الموسم الواحد؟ والأغرب أن يغيّر الفريق الذي يتصدر الدوري مدربه لمجرد أنه تعادل في مباراة أو اثنتين، دون أن يقدم البديل العصا السحرية أو التغيير المطلوب (مع احترامنا للرجلين)، فكيف سننشد التطور الذي نريده لكرتنا عموماً وأنديتها خصوصاً؟! وهل نقيل مدرباً لهذا الفريق ونستقدم مورينيو أو غوارديولا بدلاً منه ؟ يا جماعة . . مدربونا (وكلهم عالعين والراس) من نفس الطينة التدريبية فلا فوارق تستحق الذكر بين هذا وذاك، والقصة باتت أشبه بمزاد وعقود وأجور واقالات واستقالات وفئة في الإدارة تريد هذا وأخرى تطلب ذاك، فهل أصبح التدريب في بلدنا مجرد تبعية أو مصدر رزق، أم أنه رغبة حقيقية في تحقيق إنجازات غير مسبوقة للفريق وجماهيره التي تريد الانتصار بغض النظر عن هوية المدرب وتاريخه والشهادات التي يحملها . . وهل المدرب هو من يقف خلف إنجازات الفريق وصناعة وشهرة اللاعبين أم أن اللاعبين هم أصحاب الانجازات وهم صناع المدربين؟ وهل المدرب الذي يشترط على الإدارة التعاقد مع أفضل المهاجمين والمدافعين هو صانع الإنجاز؟ أم ذاك الذي يعمل ضمن الإمكانات المتاحة له من اللاعبين ووسط الصعوبات المالية والإدارية؟ فهل وراء إنجازات فريقي الجيش والوحدة مثلاً مدربون أم إمكانات مالية وإدارية وفنية؟ وهل ما يحققه بحارة تشرين هو صناعة مدرب أم لاعبون مقاتلون يحاربون لكسب النقطة، وإدارة داعمة لهم تقدم ما بوسعها لإرضائهم؟ وهل نكسة منتخبنا الوطني يتحملها المدرب أم لاعبون متقاعسون وإدارة فاشلة واتحاد خائب؟ فخطط اللعب وطرائقه وتوزيع اللاعبين لم يعد لها تلك الأهمية بعد أن أصبحت تباع على البسطات في أسواق الكرة العالمية، لكن المهم هو كيفية استغلال قدرات اللاعبين وإمكاناتهم ومستوى تفكيرهم وتركيزهم وانسجامهم وروحهم القتالية، فالتدريب ليس مهنة كالطب والمحاماة، وليس حرفة كالنجارة والحدادة بل هو فن المتعة والإغواء ولعبة العقل والفكر والأعصاب بعيداً عن حسابات الصدفة ولعبة الحظ وأحوال الطقس وأرض الملاعب وأخطاء التحكيم، فالمدرب هو مهندس العمارة ومايسترو الفرقة، فهل لدينا من المدربين من يتمتع بمثل تلك المواصفات أم أننا نتحامل عليهم ونحملهم أعباء ومسؤوليات تفوق مستويات اللعبة بكل مفاصلها؟ فمستوى التدريب هو جزء من مستوى اللعبة يرتفع بارتفاعها وبالعكس، وهو في بلدنا مهمة شاقة ومرهقة وحساسة ومحطمة للأعصاب والشرايين وسط جماهير لا ترضى إلا بالفوز وتحمل الخسارة للمدرب دون النظر لمستوى اللاعبين وأدائهم وروحهم وعدم التزامهم بتنفيذ خطة المدرب وتعليماته . . وما نتمناه أخيراً من مدربينا هو العمل على تطوير أنفسهم وتحديث معلوماتهم ومن إدارات أنديتنا وجماهيرها مزيداً من التفهم لأداء هؤلاء المدربين الذين يعملون وسط ملاعب الألغام الكروية .

المهندس ســــامــر زيــــــن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار