أسئلة الحياة… لماذا نكدٌ ولماذا نتعب؟

الوحدة 28-3-2021

 

أسئلة وأسئلة يحاول المرء الإجابة عنها في لحظات تفكير قد تبدو مشروعة،

بل وأقرب إلى المنطق في حينها.

تستوقفنا هذه الأسئلة عندما تهاجمنا ضغوط الحياة والعمل، نحاول مراراً كسر طوق الروتين والملل الذي يحكم قبضته علينا دون جدوى.

تنتابنا لحظات سعادة مفاجئة، ونوبات اكتئاب مباغتة، لا ندري لهذه ولا لتلك

أسباباً واضحة.

النفس البشرية تكوين غريب ومعقد، تحكمه الكثير من المدخلات والمخرجات التي تعتمل بداخله فتعكس صورة صاحبها بحلوها ومرها، فهناك أناس مرهفو الحس قلوبهم رقيقة، يضعون لأنفسهم خطوطاً عريضة لا يجب تجاوزها أو تخطيها بأي حال من الأحوال، وهناك آخرون يتعاملون مع الحياة بمفاهيم أكثر مرونة، غير أن هناك نوعاً ثالثاً من البشر يتخذون من المقولة المأثورة (المصلحة مبدأ والمبدأ مصلحة) نهجاً يهتدون به في مسيرة الحياة.

من على صواب ومن على خطأ؟

سؤال نتوقف عنده طويلاً عندما يذهلنا كمّ الأهداف التي يحرزها النوع الثالث من البشر في مرمى الحياة.. هناك الكثير ممن يجتهدون بكل ما أتاهم الله من قوة وعزم، يحفرون في الصخر بأيديهم من دون كلل أو ملل، يحققون نجاحاتهم بشق الأنفس، لكن رحلتهم تقطعها محطات توقف مع النفس، في كل مرة يجدون فيها أن من لديه ملكات أخرى غير الاجتهاد والكفاءة، يحصدون أضعافاً مضاعفة من المكاسب!

النجاح إحساس لا يضاهيه إحساس آخر، يشعر المرء دوماً بضرورة الاجتهاد لتحقيقه برغم العثرات وربما الإحباطات التي تنتاب المرء غالباً مع كل خطوة يخطوها إلى الأمام، ولكن للأسف فإن بعض المتحكمين في مصائر البشر فكلمات المديح والإطراء تشجعهم وتطرب آذانهم أما من لا يملكون غير موهبتهم التي منٌ الله بها عليهم فعليهم أن يرضوا، شاؤوا أم أبوا، بالقليل..

بعض المتناقضات التي تحصل في الحياة تجعلك تشعر أحياناً بالعبثية واللا جدوى

بالطبع فإن لكل مجتهد نصيباً، والله سبحانه وتعالى يعطي من واسع فضله نعماً قد لا يراها البشر، ولكنها أسئلة الحياة التي نتوقف عندها لحظات أو ساعات وربما أياماً لنعاود الكرة من جديد، وهو ما يعني العودة إلى القناعات الثابتة التي تعطيك إجابة عن كل سؤال جال بخاطرك، لأنه وببساطة شديدة لن تكون إلا نفسك.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار