مع الأنترنت.. لم تعد (البنت سرّ أمها)!

الوحدة 26-3-2021

بنت اليوم تتعلم من الأنترنت أكثر بكثير مما تتعلم من أمها… كما أنها تجد في القنوات المتاحة عبر الشبكة ما يكفي من مساحات البوح بالأسرار والدردشة،

بينما نسبة الأمهات اللاتي يعرفن مداخل الأنترنت ومخارجه ضئيلة جداً، فإن بناتهن يعرفن الشبكة المعلوماتية جيداً، ما يجعل رقابة الأم على ابنتها محدودة ومقيدة في هذا الزمن.

وفي ظل المتغيرات الهائلة التي يشهدها زماننا هناك تهديد حقيقي بحدوث انفصام عام في علاقة الأم وابنتها المراهقة، ما لم تسارع الأم إلى بذل جهد خاص واستثنائي لاحتواء ابنتها وبناء علاقة ذكية معها، فإن الفجوة بين الأمهات والبنات ستبلغ حداً خطيراً.

إن الزمن الذي نعيشه اليوم قد مهّد الطريق لأن تستغني البنت عن أمها بالكامل، فالإعلام المفتوح أصبح اليوم كالهواء الذي يستنشقه الجميع، زد على ذلك تقنيات الموبايل والشبكة اللاسلكية…إلخ.

ويلاحظ اليوم أن معرفة البنت بأسرار الحياة أصبحت تصلها في مراحل مبكرة من حياتها، وعلى نحو لم يكن موجوداً في أي حقبة زمنية.

وبإمكان بنت العاشرة اليوم أن تتحاور مع زميلاتها في المدرسة عن أمور ما كان لها أن تعلم بها قبل سن الرابعة عشرة في الماضي ومعنى ذلك أن الفتاة عندما تبلغ السابعة عشرة فإنها تكون قد استوعبت الكثير من الدروس التي كانت الأمهات يحتفظن لأنفسهن بتوقيت إيصالها للبنات والمشكلة اليوم لا تتوقف على جهل الأمهات بالتكنولوجيا وبراعة البنات بها، بل بشيء أكبر من ذلك فمع انفتاح قنوات الاتصال والإعلام أصبح أبواب البيوت مشرعة لغزو القيم الغربية التي قد تنافي العادات والتقاليد المحلية.

وعند هذه النقطة قد يحدث احتكاك بين الأم والبنت، وقد يتنامى هذا الاحتكاك ويتطور على نحو يعقد الأمور بدلاً من أن ييسرها، وإذا ما لجأت الأم إلى منع ابنتها من التواصل عبر الأنترنت مثلاً فإن الأخيرة ستشعر بالظلم لأن صديقاتها ينعمن بالإنترنت وهي لا تفعل ولعل البديل المنطقي والحل المعقول لكل تلك المعضلات العصرية يتمثل في بناء صداقة حقيقية بين الأم وابنتها منذ سنوات الوعي الأولى للطفلة ويقع في صلب العلاقة المطلوبة أمر الحوار السليم، فدربن بناتكن على التواصل والحوار والتعبير عن الذات والصدق ولا تنسين قيمة الصراحة والشفافية… 

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار