متاعب التميز

الوحدة 19-3-2021

عندما تعتادُ على خليطٍ من مبادئ رسختها أسرتكَ منذُ نشأتكَ، ويغافلكَ العالم الخارجي عندما تخرجُ إليه معتمداً على ما نهلتهُ وتجذرتَ به من بنيانٍ صلبٍ، فتجدُ تعاكساً بينك وبينه، وتبدأُ رحلةُ المعاناةِ، فغريزةُ القطيعِ بأفكارها المجتمعة دونَ قناعة أو تفكير تشكلُ تضاداً لما تريدهُ من الحياةِ، فتبدأ رحلة المعاناة بين ما تريد وبينَ ما يريدهُ الغيرُ منكَ.

أصبحت مجتمعاتنا تلزمكَ بإذابةِ الشخصيةِ المتفردة بكينونتها التي تعبتَ للوصولِ إليها ، إلى التحول للانصياعِ لأوامرِ المجموعاتِ، وإن وجدتَ مجموعة ما تناسب تطلعاتكَ، فإن المجاميع من المنكفئينَ على اللامبالاة وفقدانِ الحسِ الصادق يشكلون مجاميع أكثر بكثير، وكثرتها تدفعك للمللِ وتسربِ اليأسِ إلى نهجكَ الذي يقمعُ بحصارٍ فرضتهُ جموعُ الانعتاقِ بإحكامٍ لطريقِ السطحيةِ، ولابأسَ من المحاربةِ في كثيرٍ من الأحيان، والمقصود حربكَ الفكرية أو الاجتماعية أو الأيديولوجية، ومن اعتادَ على مجاراةِ الجماعاتِ الأكثر عدداً وتعملُ على الاحتماءِ ببعضها وتفضيلِ الانجرافِ نحو مستنقعِ الغريزة الأنية، ومعاداة الذات المتفردة عن الغيرِ بتميزها، فيقمعُ الإبداعُ ويمنع تداول إيناع العقول،  لكي لا يزهرُ حقولاً وبساتين، تشكلُ حدائق غناءَ تحيي النفوس وتضيء بشعاع الأمل..

تيماء عزيز نصار

تصفح المزيد..
آخر الأخبار