رحم للإيجار يحدث شرخاً في مجتمع السيدات

الوحدة : 9-3-2021

 

هل هو حلم امرأة برسم أم, أو أنه تجارة بقيد الشطارة أم أنه  حاجة ومعيشة بغير سؤال, ومهما كانت الحاجة أو حجم حلم الأم أو كانت التسمية والتعرفة والدافع فماذا عن النتائج والإشكالات؟

هو عمل أو مهمة لم نسمع بها سابقاً لولا أن تكشف عنها البرقع والستار, لتضاف على قائمة الإيجارات من البيوت والدكاكين وحتى الشهادات الأكاديمية والصيدليات لتصل بنا اليوم إلى استئجار الأرحام وللأرحام حرمتها وقربتها, فهل يكون لها شروط ونص وقانون أم تبقى اتفاق بين سيدات حالمات من أمهات وحتى عازبات؟

ماري بوجكيان، محامية: هنا تثار عدة قضايا اجتماعية وقانونية, ما صلة القرابة بين الأم التي تحمل الجنين داخلها وتغذيه بدمها ويشاركها أحاسيسها وأحلامها مع بقية أولادها إن وجدوا وهل يمكن اعتبارهم إخوة؟ هل محرم عليهم الزواج من بعضهم البعض؟ هل يرث منها؟ كل هذا وأكثر يحمل على النقاش في وجود الحالة, أم أن المؤجرة تقبض أجرتها فقط وكأنها آلة أنجزت عملاً مأجوراً وانتهت منه وترمي أمره خلف ظهرها وتمشي؟

نيللي مرجانة، مهندسة: المسألة تبدو لجهة الأمومة وتعويض فقدانها وهي طريقة مفيدة جداً لكن الحاضنة في الغالب تتعرض لانتكاسات نفسية أيضاً, وتعاني من شعور الأمومة الضائع, وأتحدث من تجربة خاضت غمارها صديقتي التي استفادت منها بفرصة الحصول على طفل ملأ دنياها فرحاً وسروراً وأخرجها من أحزانها وانتكاس الأمومة المفقودة حتى أنها غيرت طباع بيتها  هذا العمل منوط بأصحاب العلاقة ووعيهم وأحياناً يحل مشاكل هائلة مثل رجل يريد ابناً بأي ثمن هنا يكون هذا العمل حل أقل وطأة من الزواج الثاني, حقيقة دعونا نضع أنفسنا مكان أصحاب العلاقة ونحكم.

فاتن الخطيب: من وجهة نظري استئجار الرحم هو عمل أقرب إلى اللاإنساني لما له من تبعات على الأم التي تحمل بالطفل وتهبه لغيرها دون أي شعور وبلا وعي وهذا ابتعاد عن البشرية، وإذا كان لا بد من الأمر فيوجد التبني ويفي بالغرض ويجب التشجيع عليه والعمل على إزالة العوائق الموجودة بالنسبة لهذا الجانب.

بشرى الحسن: في هذا الموضوع لن يكون هناك قانون إذا لم يبدِ الشرع رأيه الصريح وأعتقد بأن الشرع من كافة الطوائف سيكون له رأي.

ماري بدر، معلمة: هو تصرف إنساني بحت ولا علاقة للشرع بذلك أما القانون فعليه أن يحمي الطرفين وأظن أن تأجير الرحم يكون لصالح الزارع حيث تم بموافقة وقبول صاحبة الرحم المؤجر ولا يجوز التراجع بعد الولادة لأنه طفل ذو جينات تخص الزارع المنتظر الفرج والفرح بالطفل القادم, إن الكتب السماوية لم تحرم ولم تحلل أيضاً الموضوع, وهو متروك ومرهون بالعلم والحياة الحاضرة.

منى: ليس في الموضوع اختلاط أنساب بل الموضوع قانوني مدني ونعلم جيداً أن الإسلام يقبل الإخوة بالرضاعة ولم يعتبرها أحد اختلاط أنساب إنما أفراداً جدد للعائلة, وهناك من امتهنت الرضاعة كمهنة وهناك من تطوعت بود لنقول: إخوة بالرضاعة.

شذى مراد، محامية: القانون السوري لم يتطرق إلى هذا الموضوع أبداً ولم يبحه أو يجرمه ولم تعرض أي حالة إلى هذا اليوم, أما الشرع الإسلامي فقد حرمه بشكل قطعي ولم يبح إلا في حالتين فقط: أن تؤخذ النطفة من الزوج والبيضة من زوجته ويتم التلقيح خارجاً ثم تزرع في رحم الأم, أو يتم التلقيح داخلي أما سواه فهو محرم, أما كون الموضوع حالة إنسانية فمن وجهة نظري الخاصة لا أرى مانعاً وخاصة أنه معروف النسب ولكن يجب الانتباه إلى أمور دقيقة من أهمها أن يكون رحم المرأة المستأجرة غير مستخدم على الأقل مدة أربعة أشهر قبل الزرع، وأنا أقيس الموضوع على مدة العدة بالإضافة إلى أمور كثيرة منها هذا العقد من حيث الاسم استئجار فهل تنطبق أحكام قانون الإيجار عليه والقانون المدني أم أنه من اختصاص المحاكم الشرعية كونه يتعلق بنسب طفل وحقوقه, لن أضع نفسي في متاهة الاحتمالات والتساؤلات التي قد لا تنتهي الموضوع بحاجة لنص خاص واضح وصريح من القانون السوري.

شادية: أحدثكم عن مشاعري عندما راجت فكرة إيجار الرحم أو إعارته, وكنت قبيل العشرينات من العمر, عندها قفز قلبي طرباً وفرحاً وقد عرفت أن هناك طريقة قد تساعدني في خوض تجربة الحمل والولادة في حال لم أجد الزوج المناسب وعندما تزوجت أختي الكبرى ولم تحمل في السنة الأولى من زواجها كنت على أتم الاستعداد النفسي لإعارتها رحمي لو أنها احتاجته, وأذكر حتى الآن موقف والدتي المتشنج من الموضوع حيث كانت تنهرني وكأني أتفوه بما لا يقال, رغم أن مشاعري كانت صادقة فعلاً, الموضوع حساس وتختلف وجهات النظر فيه اختلافاً كبيراً.

ناتاشا أصفري، مدرسة بجامعة حلب: هناك أبعاد كثيرة للموضوع لم تدرسيها ترد على شادية وتجربتها وربما فكرة أنها أختك قد تكون أقل ضرراً نفسياً في التجربة فيما يتعلق بالبعد النفسي حدوث إجهاض يتسبب للكثيرات بالاكتئاب ويترك شرخاً في نفس الأم فما بالنا بالتنازل عن المولود, برأيي فرصة نجاح التجربة ضئيلة جداً ولذلك لا يجب طرحها كقضية عامة.

دعد قنوع، رئيسة الهيئة النسوية القيادية في سورية: نرى أن العلم له الرأي الفصل خاصة مع عدم وجود تحريم في أي من الكتب السماوية والأرضية تجاه حق المرأة لتكون أماً، فهذه فطرتها الطبيعية ومن خلالها تحقق أمومتها التي كرمها الله بها معنى وغاية الخلق في تركيبها ووجودها, المرأة هي الأنثى التي تربي وتنمي وتعلم وتبني الإنسان وأنا مع أن يكون العقد شريعة المتعاقدين والتحاليل المتطورة تبين حقيقة أي خلاف حين يحصل.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار