مع الاعتذار لـ (ست الحبايب) في عيدها… حالة اسمها (جنون الأم)!

الوحدة : 9-3-2021

 

في ريعان الشباب تعتلي الفتاة قمة الزهو وتبلغ أوج الانطلاق والشعور بالمكانة وحب الحياة.

ترى ما الذي يجري عندما تتحول تلك البنت (الدلوعة) التي تمتلك كل أسباب السعادة إلى أم؟

عندما تنتقل من عالم الشباب ورشاقة العيش إلى قيود الأمومة ومسؤولياتها الجسام؟

حكاية أم…

تقول عودة إلى الأيام الأولى لي في عالم الأمومة لقد كنت أماً مثالية، حاولت أن أفعل كل شيء بالوجه الصحيح لقد كنت أرضع أطفالي وألبي احتياجات زوجي وأستجيب لكل صغيرة وكبيرة من شؤون البيت والأسرة كنت أستيقظ في السادسة صباحاً لأبدأ نهاري بتوفير مستلزمات طفلتي الرضيعة ولا أهدأ حتى آوي إلى سريري في المساء والتعب يهدني.

هل كنت مجنونة يا ترى؟

لا، لقد كنت أماً ملتزمة، تتملكها اللهفة على أداء عملها بالشكل السليم.

كم كنت فخورة لأنني أنجز معظم عملي المنزلي في ثلاث ساعات، قبل أن أتوجه إلى عملي الآخر خارج المنزل، وعندما كنت أعود لم أشتكِ من وطأة الساعات الثلاث الأخرى التي تنتظرني بأعبائها الضخمة قبل أن تكون العائلة كلها جاهزة للنوم لم يكن يهمني أنني في كثير من الأحيان نمت على مكتبي من شدة التعب وعملي يتطلب مني قدراً من اليقظة والذهن المتفتح، ومع ذلك لم أهتم  للتعب والإرهاق كنت أقول في نفسي ما ذنب طفلتي، وما ذنب زوجي الأمر يتعلق بتقصير من جانبي، والدليل على ذلك أن الصحف تزخر بمقالات عن أمهات يعملن خارج بيوتهم وقاموا بتربية أبنائهم أحسن تربية.

وعن كيفية تربيتهم ليصبحوا كباراً نافعين وأصحاب شخصيات متوازنة ومكتملة، حتى لو كان ذلك قاسياً.

إذاً على الأم أن تتحدث وتستمع وتغني وتتماهى مع الطفل وأن تتعامل معه بلا فوقية وبعض تلك النساء نسين تماماً أنهن نساء بالغات، لقد ارتدين ملابس رثة مهلهلة وانتعلن صنادل عتيقة يرثى لحالها، وجلّ طعامهن كان من بقايا أطعمة أطفالهن لقد كن عبارة عن كائنات مستهلكة ومستنفذة ولا تملك أي طاقة، ناهيك عن الرغبة في ممارسة الحياة العاطفية، بل إن بعضهن ربما نسين تماماً تلك المسألة، ولم تعد تخطر ببالهن على الإطلاق في ظل ذلك الضغط اليومي لتفصيلات الحياة.

وهذا ما رسم صورة أنموذجية للأم الباحثة عن الكمال، إنها امرأة تعني بالتفاصيل الدقيقة وينتابها القلق إزاء تلك التفاصيل تنظر حولها على الدوام لتتأكد من أن أياً من الأمهات لم تسبقها أو تتفوق عليها في واجبات الأمومة.

وفوق ذلك كله كانت تلك الأم على الدوام أسيرة الشعور بالذنب والمسؤولية إزاء ما يحدث، أو ما قد يحدث، معها من مشكلات.

لماذا تخسر المرأة أنوثتها عندنا تصبح أماً؟ لماذا تفقد قدرتها على السيطرة على الذات؟ لماذا يتميز هذا الجيل من الأمهات الذي يعيش في ظل أقصى درجات الحرية والتحرر، باستهلاك الذات والجنون في خضم السعي المهووس للوصول إلى الأمومة المثالية؟

فكل أم تبدو وكأنها تستجيب لنداء خفي من الأعماق يطالبها بأن تكون أفضل أم،

وأن يكون أبناؤها هم الأفضل في الدراسة أو النظافة لقد اشتكت نساء عديدات تلك (الطاحونة) التي تأخذ منهن كل شيء، بعدما كن فتيات يانعات يملكن كل شيء.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار