مراهــــــقة إعـــــــلامية!

العـــــدد 9307

7-3-2019

 

المراهقة الإعلامية التي تسود الكثير من المواقع الفيسبوكية باتت تشكل خطراً واضحاً على مسيرة العمل الإعلامي و توجهاته في إعادة بناء المواطن والوطن.
فعدد كبير من الصفحات والمجموعات التي تدّعي الوطنية يديرها مراهقون إعلاميون لا يعرفون من أبجديات هذا العمل سوى النسخ واللصق وكيل الشتائم والاتهامات، ظناً منهم أن هذا الأسلوب سيظهرهم كأبطال من ورق على الساحة الإعلامية، والأخطر من ذلك أن هؤلاء (الأبطال) يقومون بنشر موادهم الركيكة ويختفون، حيث لا يكلفون أنفسهم مشقة المتابعة أو حذف التعليقات المسيئة وكأنهم يستمتعون بمراقبة حرب التعليقات بين المتابعين والتي تحمل الكثير من الطروحات الطائفية المقيتة والألفاظ النابية والشتائم والتهديدات بالفعس والدعس وإلغاء الآخر.
بقاء مثل هذه التعليقات التي تغذي النزعة الطائفية وتخدش الحياء تساهم إلى حد بعيد في توسيع الفجوة والشقاق بين أبناء الوطن الواحد، وتثبت أن القائمين على هذه المواقع يتبنون مثل هذه الأفكار الخبيثة.
ما نحتاجه اليوم هو إعلام يجمع ولا يفرّق، يبني ولا يهدم، يقرّب ولا يبعّد.
لنتنافس جميعاً على بناء الوطن لا على هدمه واستباحة مقدراته.
المطلوب من الجهات الإعلامية غربلة هذه الصفحات التي تشوه عقول البسطاء وتؤجج مشاعر الحقد والكراهية وتستدرج الوطن وأبناءه نحو الهاوية.

مؤتمن حداد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار