العالم مرآة للقلب

الوحدة: 1-3-2021

 

عندما يسير قلبك في درب الإمتنان ،تتفتح الأبواب المغلقة ويتدفق سيل الدهشة تلك الأحداث الصغيرة المتمردة على المنطق التي تخبرنا أن العالم يعج بالدهشة ، ينتظر منا فقط أن نؤمن بذلك گي نرى ولكي نرى علينا أن نمارس الإمتنان كعادة يومية ،

ندرك الجمال المحيط بنا في الطبيعة وفي قلوب البشر ويلتقط إدراكنا الأحداث التي نسميها (مصادفات )

والتي تسير الأمور في مصلحتنا ومن مركز هذا الإدراك يلتقط جهاز استقبالنا كل جديد ومدهش…..

أن ثاني العقبات التي يجب تخطيها نحو درب المعجزات هي مقاومة الخوف ،

فطالما بقينا في حال الخوف فإن العالم سيظل مغلقاً في وجوهنا.

أو أن أعيننا ستبقى مغلقة على

 أشباح ترعبنا.

إن الموت هو أكبر هواجسنا كبشر وأكثرها شراسة ، لكن الأمر من وجهة نظر فلسفية يبدو مختلفاً قليلاً ،

إن وجودنا في هذه الحياة هو نتاج العديد من الميتات الصغيرة وخروجنا من رحم أمهاتنا هو موت لهذه المرحلة من أجل الخروج إلى العالم الأكبر.

نومنا ليس إلا موت صغير وعندما نبدأ عملاً جديداً ،ألا نترك العمل الأول وراءنا (ندعه يموت )كي نمهد الأرض من أجل الجديد  !.

عملية الشهيق والزفير (الهواء المطرود منا ).فالزفير درس متكرر في التخلي عن الأشياء التي لابد أن نتركها وراءنا.

نخاف الموت ونخاف أن نفقد الأشياء التي نملكها…. نقلق گثيراً …. قليل من البشر هم من خرجوا من دوائر القلق المفرغة ، لكن القلق ينبع من وهمنا بالسيطرة على مقدرات الأشياء.  وكل أشكال السيطرة تنبع من الخوف…

كلما زادت الرغبة في السيطرة ، تكشف عمق الخوف بداخلنا… ما علاقة الخوف والقلق بالمعجزات ؟ علينا أن نستسلم لإيقاع الحياة ولكل ما تحضره لنا ، ألماً كان أو بهجة. وفي هذا التسليم تتبخر أشباح الخوف والقلق والرغبة في السيطرة مفسحة الطريق لأشياء مدهشة في انتظارنا.

هل تريد أن تعرف إلى أي درجة أنت خائف أو ممتن للحياة ومنفتح عليها ؟

استمع إلى أحاديثك مع نفسك لو دار الحديث حول ((لن أستطيع أن أتم هذه المهمة ))  ((أنا ضعيف أمام هذا الشخص أو تلك التجربة )) إذاً ، أنت في حال الخوف ولا يجب أن تتوقع إلا الفشل.

لو دار  الحديث حول الإمتنان والرضا بما تمنحه الحياة مهما بدا صغيراً ، إذاً توقع الكثير من المفاجآت وعندما نغير موقعنا في الحياة مة حال الخوف إلى  الإمتنان ،

تتحول الحياة  بنا من العادي والمكرر إلى الرائع والمدهش ، نبدأ لحظتها في العيش داخل تلك الهالة السحرية.  يتحول الواقع المعاش إلى تلك الساحة الشاسعة من الإحتمالات اللامتناهية.

هل لاحظ أحدكم ذات مرة أنه عندما يبدأ يومه مبتسماً فإن اليوم يمر بسلام وربما يفاجئنا ببضعة مدهشات ، وأن في تلك الأيام التي نبدؤها بتقطيبة جبين لانسلم خلالها من بضع صفعات تزيد من عمق التقطيبة ؟!… هل فكرتم أننا لسنا إلا مغناطيس للأفكار التي في عقولنا ؟!.. لو كان ما بداخلنا مخبة وتسليم لغمرنا سيل من المعجزات العالم ليس إلا مرآة لما في قلوبنا على إيقاع معجزات تزورنا كل يوم وتنتظر منا أن نفتح نوافذ وأبواب الروح وعلى الوجه بسمة ورضا…

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار