الحب والحنان… ودورهما في حياة الطفل

الوحدة 22-2-2021 

 

يحتاج الطفل في سنين عمره الأولى إلى أن يشبع بالحبّ من قبل والديه وخاصة الأم التي تضطلع بدور أكبر في هذا المجال، فالطفل المشبع بالحب والحنان يكبر وينمو ويشبّ ويملك الثقة بالنفس ويكون مدخلة للتفوق والإبداع والعيش حياة اجتماعية تسودها كل مقومات الحياة .

السيدة سمر حسن – موجهة اختصاصية للإرشاد النفسي قالت :حاجة الطفل للحب تبدأ مع رؤيته للحياة ولا تنتهي في سن معينة، كما أنه لا يكفيها مصدر واحد مهما أعطت الأم حب وحنان ومهما عبرت عنه إلا أن هناك حنان الأب وعاطفته ، الحب والحنان الأبوي من الأمور الجوهرية التي يحتاجها الطفل وهي تحصنه من آثار الحرمان العاطفي وتدعم النمو العقلي والنفسي وتساهم بشكل أساس في دمجهم مع محيطهم والحب ليس فقط بتوفير المستلزمات المادية وتقديم الهدايا وتأمين المستلزمات كما هو شائع لدى الكثير من الأمهات والأسر، وإنما باحتضانه واحتوائه وإشعاره بالأمان وتقديم الرعاية والاهتمام وكلما زادت حصلنا على نتائج وتحصيل دراسي وقدرة على متابعة القراءة . وكل تجربة يمر بها الطفل لها تأثيرها على تطور الدماغ وتكوين الشخصية بالأجواء تنعكس على حياة الطفل كالتوتر والعنف تخلق طفل غير آمن ومتزعزع الثقة، إذاً الحبّ هو أساس التربية وهذا لا يقع على عاتق الأسرة وحدها وإنما للمدرسة دور كبير في تقديم الدعم النفسي للطفل ، وأن تتوفر بيئة مدرسية آمنة بعيداً عن العنف النفسي والجسدي وأن يلقى الطفل الحب والقبول من الأقران والمعلمين وهنا دور المعلم في نشر الحب بين الطلاب وتكوين علاقاتهم بما ينعكس إيجاباً على مستواه العلمي والسلوكي، نحن كشريحة المعلمين والمربين أطفالنا أمانة في أعناقنا وعلينا أن نحيطهم بالحب والحنان حتى نجعل من طفلنا إنساناً متوازناً وسوياً في المستقبل.

المربية ابتسام غنوم: الطفل يولد وينشأ على رشفات بسيطة من الحب والحنان لا تروي ظمأه ومتطلباته الروحية والانفعالية بسبب انشغال الأم بعملها داخل المنزل وخارجه وعلاقاته الاجتماعية الكثيرة المفرطة سيعاني تصدعاً وانكساراً بثقته بنفسه وشخصيته وعلاقته بالآخرين لذلك يجب إشباع حاجته ورغبته في الود والحصول على المساعدة والحماية والمعونة والتأييد من قبل المحيطين به وخاصة أولاده وأخوته .

أيضاً لا يمكن أن ننسى رأي الأب ودوره في لملمة العائلة وزرع الحب في أسرته هذا ما قاله السيد محمود وهو أب لثلاثة أولاد: للحب دوره الثابت والكبير في معالجة المشكلات الإنسانية والأسرية والاجتماعية التي تنشأ بين الناس بشكل عام وبين أفراد الأسرة على وجه الخصوص، وإذا فرضنا من الدائرة الضيقة ( الأسرة) إلى الدائرة الأوسع ( المجتمع) فإن الحب تبقى العلاج السحري لكل مشكلاتنا وسلوكياتنا وهو المفتاح لحل أزماتنا النفسية والاجتماعية ويبقى الحب رغم كل الكم الهائل من التوحش الإنساني بكل مسمياته وأشكاله (القتل- الجشع – الطمع- الابتزاز – الكره والحقد) يتربع على عرش القيم الإنسانية دون منازع وبذرة هذه القيم المغروسة في نفوسنا وعقولنا.

معينة أحمد جرعة

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار