عندما يختلط الحب بالحقد…!

الوحدة 22-2-2021  

 

عندما تعشق المرأة ، فإنها قد تعشق حد الموت أو حد القتل، أما عندما تكره فإنها قد تذهب في أفعالها إلى أن تقضي عقوبة السجن إذا كرهت المرأة رجلاً من النظرة الأولى، أو ربما أنها عشقته إلى حد جعلها تتحدى ذلك الحاجز الفاصل بين الحب والحقد، فاختلطت عليها الألوان والعواطف، وتحولت حياتها من امرأة رقيقة إلى

وحش كاسر يبحث عن وسائل لإلحاق الأذى بمن يحب أو بمن يكره.

حدث هذا ذات يوم مع زوجة رافقت زوجها إلى طبيب وبعد أن فحص الطبيب زوجها وأعطاه العلاج اللازم قرر له مراجعة في موعد لاحق.

خرجت هي وزوجها من العيادة وفي نفسها ذلك الشعور المختلط بين متناقضين أحدهما حب جارف هبط عليها كصاعقة في فضاء القلب، والآخر كراهية محمومة لا تعرف مصدرها، لكنها تعرف أن وجهتها هي ذلك الطبيب الوسيم الذي يرتبط بعلاقة خطوبة.

ومن تلك الزيارة العادية، بدأت حكاية غير عادية… أخذت الزوجة تتصل بالطبيب، تارة تهدده وتارة تهدهده، تارة تسبه وتارة تسترضيه، ولم يتوقف الأمر عند استهداف الطبيب، بل وصل الأمر إلى خطيبته التي بدأت تتلقى مكالمات غريبة من المرأة الحاقدة، في تلك المكالمات كانت تهددها بالقتل وتطلب منها أن تحفر قبرها لأن الآجل قد دنا، وقالت لها ذات مرة إنها أعدت خطة لحرقها بفستان الزفاف إن هي أصرت على الزواج بالطبيب.

وفي مرة أخرى استطاعت أن تتسلل إلى قارب يملكه وينام فيه بعض لياليه وقامت بفتح صنابير الغاز قبل أن تهرب، ما كان سيؤدي إلى انفجار مميت.

وفي مرة من المرات اتهمته باغتصابها وقبل أن تذهب إلى الشرطة لتودع شكواها قامت بحبك الأدلة اللازمة، وواجه الطبيب محاكمة كانت ستؤدي به إلى سنوات طويلة خلف القضبان لولا أن سير التحقيقات قلب السحر على الساحر فانكشفت مؤامرة الزوجة العاشقة الحاقدة.

وعندنا انتصبت لتستمع إلى الحكم الصادر بحقها بالسجن تسع سنوات لم يبد عليها أي ملمح للامتعاض أو الضيق، كانت قسمات وجهها محايدة تماماً (إنك مدانة بالقيام بحملة من الترهيب والتهديد بالقتل وإتيان أفعال تندرج تحت بند الإساءة إلى الأخرين، وعليه قررنا حبسك تسع سنوات مع النفاذ) وبدأت محاولاتها الشريرة للإيقاع بالطبيب وفصله عن خطيبته وكشفت التحقيقات عن أنها قامت في مرحلة من المراحل باستئجار قاتل محترف ليكون جاهزاً لتنفيذ خطة جهنمية بحق الطبيب وخطيبته في حال استنفاذ كافة الخطوات التي تقوم بها لفصلهما عن بعضهما بعضاً

وعندنا أصر الاثنان على الزواج نجحت في ايصال السم إلى الطعام الذي كان سيتم تقديمه (للمعازيم) إلا أن السم انكشف عندما أصيب بعض المدعوين بالغثيان، فتم تخريب الحفل إلا أن أحداً لم يمت نتيجة لذلك.

عاش الطبيب أحلك أيام حياته فقد تم فصله من العمل لفترة طويلة بعدما اقتنعت إدارة المشفى الذي يعمل فيه أنه أقدم بالفعل على اغتصاب تلك المرأة، ولم تنفع رسالة الالتماس التي قدمها إلى إدارة المشفى والتي قال فيها إن حياته دمرت بلا ذنب اقترفه.

تقبع الزوجة الآن خلف القضبان، أما الطبيب فقد عاد إلى عمله وتم إسقاط تهمة الاغتصاب عنه إلا أن حياته لم تعد كالسابق إنه شخص نصف محطم وكذلك خطيبته التي لم تستوعب حتى الآن طبيعة الدوافع التي يمكن أن تدفع  بامرأة إلى امتلاك الحب والكراهية في قلب واحد وبهذا المدى العالي الذي يجعل القتل مساوياً للامتلاك

أخيراً.

ربما تطول التساؤلات عن سر أحاسيس تلك المرأة الغريبة لكن هناك مقولة مفادها

أنه عندما تكره المرأة رجلاً حد الموت، فمن المرجح أنها أحبته حد الموت.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار