مساء المحبة…

الوحدة 19-2-2021

نحن نقع في الحب كل يوم… نعم نحن نفعل، ربما هناك حب أول، ولكن لا يوجد ما يسمى حباً أخيراً لمن يتنفسون إنسانيتهم ويتمتعون بها…

نعم نحن نقع في الغرام مراراً وتكراراً مع كل الأشخاص الرائعين الذين يُخلقون في حياتنا، ليؤكدوا أن الحياة تخبئ في جعبتها الجميل، مع كل الأعزاء الذين صمدوا معنا في أزماتنا فحجزوا لأنفسهم أمكنة في أرواحنا لن تكون لغيرهم، فقد يأتي الحب في صورة إخوة رائعين داعمين لك في كل خطوة…

قد يأتي في صورة أصدقاء يخلقهم الله ليذلل صعاب الحياة اللامتناهية، أو حبيب يلّون حياتك بألوان عجائبية.. أو أستاذ يكون خير قدوة في أخلاقه وعلمه وعمله… زميل قديم يقف احتراماً لذكريات طيبة.. ابن… طالب… جار…

الحب تصرف… الحب لباقة.. نعم ثمة أشخاص في الحياة لا يمكن أن يمر ذكرهم دون أن تأخذ نفساً عميقاً، وتقف مع نبضاتك لتستوعب حجم محبتك لهم…

تلك العلاقات الروحية الصادقة لا يمكنك أن تنفصل عنها يوماً، بل إنك لا تريد أن تفعل، لأنها العلاقات التي عشتها من دون أهداف أو غايات سوى المحبة ذاتها…

الحب لأجل الحب، والإنسانية في أحلى صورها..

ربما نضطر لتأطير بعض العلاقات تحت مسميات صداقة… أخوة…. و…

لكن الحقيقة أن العلاقات النقية ستبقى فوق كل المسميات لأن  في المحبة الحقيقية حياة أخرى لا يمكن توصيفها أو تقييدها، لكن المحبة أيضاً فعل وليست مجرد عاطفة، فعل معبر عن التعلق والتقدير، وحين نسرف في الحب والعطاء في الزمن غير المناسب، وبشكل غير مناسب لأشخاص لن أقول غير مناسبين، لكن سأقول غير مستعدين أو معتادين أو ربما غير  محتاجين، فنحن سنهدر مشاعرنا ووقتنا وأرواحنا ..

وبلا شك كل من اعتاد  الحب والعطاء في الحياة يعلم ذلك، ولكنه اعتاد ذلك فقط ولا يمكنه التوقف، إنه يحيا به.

الأم مهما جحد ولدها لا تتوقف عن محبته والاهتمام بتفاصيله.

وفي الصداقات والعلاقات الروحية والإنسانية والعملية و… يظل الإنسان المعطاء مرهقاً، لأنه يؤمن أن المحبة خير، ونشر الفرح والإيمان بوجود علاقات إنسانية جميلة خير أيضاً.

لذلك كله سيظل سعيه في هذا العالم المادي، محاطاً بالخيبات والانكسارات، وسيظل وردة لا تطلب ماء لأنها تمنح نسغ حياتها للتربة المتجذرة فيها… وتستمد القوة والارتواء من تلك التربة فقط… أو ربما من رحمة السماء.

نحن نرتقي بالغرام كل يوم ولا نقع فيه… فصباح طيب  لكل الأصدقاء الإيجابيين القادرين على ملء حياتنا بعطر أثرهم ونور محبتهم.. صباح الحب لمن مازالوا مؤمنين أن الله محبة.. وأن العطاء المحبة… وأن المحبة جمال.

نور نديم عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار