الوحدة : 19-2-2021
بلغت المشكلات ذروتها بين سوزان بسبب عزوفها عن الزواج، فسوزان التي سبق لها أن خطبت إلى شاب حاز رضى أسرتها فسخت خطبتها مؤخراً وأرجعت سبب فشل خطبتها إلى الطريقة التقليدية التي تمت فيها الخطبة، فقد تقدم الشاب إلى خطبتها بناء على اقتراح من أهله الذين قرروا أنها فتاة مناسبة من كافة الجوانب وأهمها سمعة العائلة الحسنة، لكن سوزان لم تتمكن من التواصل رغم جميع الصفات الطيبة التي يتحلى بها العريس.
تقول سوزان: وجدت صعوبة في التفاهم معه حول الكثير من الأمور وقد ضحت سوزان بالخطبة والخطيب ورضيت بالسمعة السيئة التي تنجم دائماً عن فسخ خطبة أي فتاة من دون سبب جوهري في نظر المجتمع.
بعد هذه التجربة لم تعد سوزان تفكر إطلاقاً بالزواج بالطريقة التقليدية وتؤكد أنها لن ترتبط إلا بشاب تعرفه مسبقاً، وظروفه المادية معقولة لكن المهم أن يكونا متفاهمين.
وفي مشهد آخر يقول شادي: من المعروف أن الزواج الناتج عن علاقة سابقة هو الأنجح والأكثر استقراراً باعتبار أن كلاً من الزوجين اعتاد الآخر وألف طباعه في فترة ما قبل الزواج ثم رضي به (بحلوه ومره) وقرر المضي معه على طريق الزواج الذي يأتي ثمرة للحب قد أثبت فشله إلى حد ما أيضاً وأصبح معظم شبابنا وبناتنا يعزفون عن هذا النوع من الزواج وخصوصاً الشباب، فتراهم حتى عندما يقعون في الحب يفضلون الزواج بعروس لا يعرفونها تختارها لهم أمهاتهم.
ويرون أن الزواج التقليدي لايزال الطريق الصحيح إلى حياة زوجية ناجحة وأن المشكلات التي تطرأ بعد الزواج فهي نفسها سواء كان الزواج تقليدياً أو بين اثنين كانت بينهما علاقة حب.
ففي الفترة التي تسبق الزواج يحاول كل طرف إظهار أفضل ما عنده للتقرب من الطرف الآخر أو لخداعه أحياناً وبعد الزواج تبدأ الطباع الحقيقية بالظهور.
أيمن يؤكد انحيازه إلى الزواج التقليدي لما يتيحه من فرصة للنقاش الهادئ وعدم التسرع ومناقشة عدد من الأمور الحساسة بصراحة ومن غير خجل قبل الارتباط بالزواج بل يرى أن الرجل غير قادر وحده على اختيار العروس المناسبة فمن الصعب عليه أن يكتشف الميزات التي تتحلى بها الفتاة وهو ما تستطيع أمه أو أخته اكتشاف هذه الميزات بكل سهولة.
وفي المقابل ترى علا أن الزواج التقليدي عن طريق الأهل أو عن علاقة حب سابقة
ليس المعيار المضمون دائماً لنجاح الزيجات، فالعلاقة قبل الزواج تكون رومانسية وغارقة في عالم الأحلام .
وكل طرف يرى محاسن الآخر ولا يرى الجانب الآخر من شخصيته ولكن بعد الزواج يصطدم بالواقع ويرى ما لم يره أما سبب فشل الزواج التقليدي فيعود إلى اختلاف طباع الزوجين وعدم التوافق بينهما حيث يكتشف الزوج أن الزوجة ليست هي فتاة أحلامه التي كان يريد الارتباط بها وتكتشف الزوجة الأمر نفسه أيضاً أما الزيجات الناجحة سواء تمت بصورة تقليدية أو عن حب فهي تنجح بفضل حكمة الرجل وذكاء المرأة فهما اللذان يؤسسان حياة زوجية على أسس صحيحة وواقعية فكم من حالات زواج تمت بشكل تقليدي وفشلت وكم من حالات تمت عن طريق الحب وفشلت أيضاً.
إن الأمر يعتمد على قدرة الشخصين على التفاهم وإرادة البقاء معاً طول العمر فالاحترام والتفاهم والمودة هي الأسس التي يقوم عليها كل زواج ناجح.
وتؤكد حنين، طرق الخطبة التقليدية ومن يسخرون منها ليسوا دائماً على حق لأن تلك الطرق التقليدية أثبتت فعاليتها أكثر من التعارف المباشر بين الرجل والمرأة قبل الزواج، فالأهل عندما يبحثون عن زوجة لابنهم فهم لا يراعون جمال العروس فحسب بل يهتمون بالتوافق الاجتماعي من حيث البيئة والسمعة والعادات وأسلوب حياة عائلة العروس التي يجب أن تتوافق إلى حد معقول مع نمط حياة عائلة العريس لصمان نجاح الزواج بمعنى أن هناك قواعد يجب أن يؤخذ بها بدلاً من أن تتم الأمور اعتباطاً.
إن الزواج التقليدي قد حقق نجاحاً وتفوقاً واستقراراً اجتماعياً تشهد له كل الأجيال السابقة بغض النظر عن اختلاف ومفاهيم كل جيل عن الجيل الذي سبقه ولكننا متفقون على أن الزواج التقليدي في الزمن السابق أثبت أنه أكثر استقراراً وأماناً من الزواج في هذا الزمن، فلا شك أن الزواج في هذا العصر يجب أن يتم عن طريق التعارف والعلاقات العاطفية ولكن العلاقات تختلف في شكلها ونوعها من علاقة إلى أخرى كما يجب أن لا ننسى أن التعارف المباشر بين الفتاة والشاب يحمل قدراً كبيراً من الزيف والادعاء وغالباً ما تظهر نتائجه السيئة بعد الزواج.
لمي معروف