أين الضوضاء (الحمراء)؟

الوحدة 18-2-2021

 

 

لم تكن مظاهر (الفالنتاين) هذه السنة حمراء كالعادة.. خف بريق الواجهات, وانكفأ قسم كبير ممن اعتاد أن يكون عيد الحب طقساً احتفالياً لديه, حتى أن أحد أصحاب المحلات قال لنا: لأول مرة تكون تجارة الحب خاسرة…

الوضع المعيشي الصعب فرض قسوته حتى على هدية سنوية كنا نقدمها لمن نعشق ونهوى, والارتفاع الجنوني بأسعار مستلزمات (الحب) قال كلمته!

وتبقى للشباب في مقتبل العمر مساحتهم الخاصة بهم.. ربما وفّر هذا الشاب من مصروفه اليومي على مدار أشهر ثمن (وردة صناعية) تشد عليها يسار صبية وضعت رأسها على كتفه في إحدى الحدائق, وتركت عينيها تتململ بين يديه كما يحلو لها وله..

مشهد نقي وجميل يذكرنا بأول هطل المطر, وبأول أنفاس الشمس الصاعدة من خلف التلال الشرقية..

إنه الحب الذي لم ولن يحيد عن تفاصيله, ولم ولن يتخلى عن حرارته نعبر عنه بالصمت (الأحمر) في هذه الأيام ونعلم كم يعني (الدبدوب) عند أسرة القلب والروح لكنها الحياة, ألقت بناها هنا… نتخبط متنقلين بين عربة وأخرى لنرى أي البطاطا أقل سعراً, ولنفتش في لوائح الأسعار عن مكملات وجبة بأقل العناء..

المشاوي كان جزءاً من احتفالية (الفالنتاين) فإن كان رأس من الثوم بـ (500) ليرة سورية, هل نكمل لكم تكاليف بقية المستلزمات..

ادفعوا بحبكم قسوة العمر, ولا تدعوا قسوة التفاصيل تطرد الحب من قلوبكم…

توبوا إلى الله وإلى أنفسكم عن حماقات سابقة ملأت الحاويات ببقايا سهراتكم وبطركم…

انهضوا وسنحاول فعل ذلك معكم, من تحت ركام الأمنيات السلبية إلى عمل يعود عليكم أو علينا بـ (ربطة) خبز.

شمروا عن سواعدكم, فالقمح بدأ يحني هاماته مثقلاً بالحنطة, اشحذوا مناجلكم ولا تقفوا عند سعر المازوت ولا عند أجور الحصار, فأجمل اللمات هي لمة تناول (البيض والبطاطا) المسلوقين بعد ساعات من العمل تحت ظل شجرة ستكتب أنكم مررتم من هنا وأنكم حصدتم ما زرعتموه..

ازرعوا غصن وردة مهما كان لونها, فلن تتعذبوا في العام التالي بالبحث عن ثمن هدية لمن تحبون.. ستكون لديكم وردات بدل الوردة.

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار