الوحدة 18-2-2021
إن سرّ نجاح أي مؤسسة ثقافية أو اجتماعية، هو الثقة التي ينبغي أن تكون موجودة ومتوفرة بين أفراد هذه المؤسسة، أو تلك، والأهم هنا ربما هي النوايا التي ينبغي أن تحدد رؤيتنا للأشياء، وفهمنا لها وموقفنا منها، ويجب أن تكون نوايانا حسنة حتى مع الأشخاص الذين يخطئون معنا، لا أن نفترض العكس دائماً، والمهم هنا الابتعاد قدر الإمكان عن مسألة التحسس والحساسيات، لأنها إن زادت عن حدها تحولت إلى ظاهرة مرضية خطيرة جداً، وشوهت كل المفاهيم والقيم في العلاقات العامة والخاصة، نحن وُجِدنا على هذه الأرض كي نعمر هذه الأرض، أن نضع حجر الأساس المستند على المحبة أولاً محبة الإنسان والأوطان، هذا الإنسان أو تلك الأوطان، لأن من ما لا يمتلك ملكة المحبة الخالصة لن يكون مؤهلاً على أي حال ليكون مشاركاً في بناء الحضارة الإنسانية في، عمقها وشموليتها، وإشاعة رسالة المحبة التي أوصت بها السماء لبني البشر، بدلاً من إشاعة الحروب، وتعميم ثقافة الحقد والكراهية بين الأفراد والشعوب والجماعات، فعلى هذه الأرض ما يكفي من هواء وماء وحنطة وتراب ..كي نعيش جميعاً، ونحقق أحلامنا الكبرى في إطارها الفردي، والشخصي والمجتمعي، فالمحبة هي الممر الإجباري لولوج فضاءات الحضارات الأرقى في صيرورتها الكونية الأبدية، وهي منطلق الحياة وهدفها، وخاتمة رسالتها..!
د. رفيف هلال