كــلام فــــي الكــرة ….الريال…

العدد:9307

7-3-2019

فجّر نادي أجاكس أمستردام مفاجأة من العيار الثقيل عندما أخرج ريال مدريد حامل لقب دوري أبطال أوروبا وصاحب الرقم القياسي بالفوز باللقب من الدور الـ16 بمسابقة دوري أبطال أوروبا وهزمه بأربعة أهداف لهدف وليخرج بذلك النادي الملكي من المولد بلا حمص ولتكتمل بذلك الكارثة وتكون هذه الضربة الثالثة الموجعة للريال بعد أن تلقى ضربتين موجعتين خلال الأسبوع الماضي وخسر مباراتين متتاليتين أمام برشلونة الأولى في مسابقة كأس الملك وخرج بذلك من المسابقة وكذلك خسر في المباراة الثانية في الدوري أمام برشلونة وفقد الأمل في المنافسة على اللقب. وليكون بذلك هذا العام وهذا الموسم كارثياً على النادي الملكي بعد أن خسر كل شيء ولينهي موسمه بلا أي لقب. ولكن ليست الكارثة فقط في أنه لم يحقق أي لقب في هذا الموسم بل المشكلة الأكبر هي في أداء الفريق السيء حيث ظهر في أغلب المباريات بلا شخصية وغابت شخصية البطل وافتقد إلى المهاجم القناص وبدا واضحاً الفراغ الكبير والاثر الأكبر الذي تركه رحيل رونالدو عن الفريق فمنذ أن غادر الدون عن الريال لم نشهد ذاك الفريق المرعب والمميز الذي كان يهابه كل الخصوم.
وبعيداً عن النتائج فإن السقوط المريع لريال مدريد هو بالتأكيد النتيجة الحتمية لسياسة التعاطي مع كرة القدم بلغة التجارة والتي يمثلها رئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريز بشكل شخصي, فهو برأي جميع المتابعين والرياضيين حوّل القلعة البيضاء إلى ماركة مسجلة لاستقطاب النجوم فقط بالأسماء والعمل على استثمارهم تجارياً إن كان بالبيع والشراء أو بالدعايات ولذلك يعتبر النادي الملكي هو مقبرة النجوم في الوقت الحالي فمن لم يكن على هوى الرئيس الفخري يتم الاستغناء عنه بطريقة بشعة وما حصل مع كريستيانو رونالدو يعتبر عينة مما يجري في كواليس النادي الملكي.
هذه السياسات الخاطئة على مدى مواسم عدة خلت أفضت إلى هذه النتيجة التي نراها اليوم. فالمتابع للريال يرى تهميشاً كاملاً بحق أبناء النادي فهم وإن تم إشراكهم مع الفريق يبقون خارج نطاق الاهتمام وتسليط الضوء عليهم مقارنة مع النجوم الذين يتم شراؤهم فتكون النتيجة الحتمية إبقائهم على دكة البدلاء أو التخلي عنهم لصالح أندية أخرى, ويؤكد ذلك افتقار الريال إلى فعالية ما تنتجه المدرسة الكروية للنادي على عكس مدرسة اللاماسيا في برشلونة التي تصدر المواهب التي يكون لها دور كبير ومؤثر في مسيرة الفريق الأول.
الرياضة ليست تجارة يا بيريز, وخير دليل على ذلك النجم البرتغالي رونالدو الذي تخليت عنه بسهولة مقابل المال. فهو وإن كان لاعباً واحداً ولكنه كان بحجم فريق وجلب لك وللنادي الملكي العديد من البطولات والألقاب.
ونقطة أخرى يجب التركيز عليها, إن تعامل النادي الملكي مع أساطيره السابقين أمثال راؤول وكاسياس بعدم احترامهم ورحيلهم من الباب الضيق دون تكريم يليق بهم وباسمهم وتاريخهم الناصع البياض مع الريال من أحد أهم أسباب ما وصلت إليه الأمور في النادي الآن.

عفاف علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار