الوحدة 15-2-2021
زاهيات شوارع الضحكات الندية، يوم التقيتك شعشع الضوء في النبض, فتذوقت حلاوة اللقيا, وهرول في القلب فرح إلى معانقة الضفائر المنجدلة.
توقفت أصغي إلى نفحات الأماسي التي ملأتني ابتهاجاً, وكنت أراك تطوفين بين خيوطها مفتونة بالذهول ورأيتني- كرمى لعينيك- أسفح خابيات الغنج أسكبها على ألق المحبة التي سورت مضجعي ووددت ساعتها لو أطلق مواويلي فرحاً.
عادت إلي دروبي, وثمة قمر ينساح في الأفق , كانت به رغبة في أن يرعى خطواتنا عبر المنحنيات. ضوؤه كان كإشراقة حلم وقتئذ أخذ قلبي ينبض في جمجمتي ورحت أثدتر بدثار من شوق عبأته رياحيناً وجلناراً.
أسرجت خيل الأماسي وعمّدت بالرغبة وجيبي واعتليت سابحاً على متن غمام . عاشق طاف بي علي منحنيات الذاكرة والذكريات. عندهن أدخلت ذاكراتي في عروة الموج وقلت لربما توصلني إلى بوابة الخليج الذي أضعته وما بين صحوي وصحوي أومض برق في عينيك فعرفت جيدا بوابة العبور وجئتك مطهرا بماء الملوحة..
أخذت روحي تضيء ذاتها أحسست بشوق يقذف في قلبي دفقة من شغف التلهف إلى ما بعد اللقاء وكانت كلها راغبة في أن تعب المزيد من الضوء, الضوء الذي أنار خطواتي قدامي.
على شاطئ رملي ألقيت بجسدي, جسدي راح يوغل فيه نسغ الدفء كانت النوارس تحلق من فوقي ومن حولي وبدون أن أدري لمت نورساً وقد حط بالقرب مني وراح يرسل موسيقاه الشجية. أدركت أنه ممتلئ عشقاً وأنه يفتقد ما فقدته.
أسلمت وجهي للمدى. قوارب تجيء وقوارب تروح وأنا المتأمل زرقة المحيط أتوسل موجة تحملك إلي. ساعتها أحسست برعشة تدغدغني تفيقني من صمتي وتذوب في أحلامي..
سيف الدين راعي