مجتمع دون صورة ماذا تفعل المرأة مع زوج مملّ؟

الوحدة 3-2-2021

 تذكر لينا أنها في الفترة الأولى لزواجها كانت تذهب إلى مصفف الشعر مرتين أسبوعيا لتهتم بشعرها ،وكانت تسريحتها تختلف من مرة إلى أخرى تبعاً لمزاجها وحرصها على أن تبدو بصورة مختلفة ومتجددة في عيني زوجها ظناً منها بأن ذلك يمكن أن يبعد شبح الروتين عن حياتها الزوجية. لكن بعد مرور خمس سنوات على زواجها لم تعد لينا تذهب الى مصفف الشعر إلا في المناسبات الاجتماعية المهمة فقد باتت تشعر بالملل من زوجها وبدل أن تبحث عن وسيلة لإنعاش حياتها الزوجية بدأت تبحث وسيلة لإنهاء حياتها معه بعد أن صارت تتضايق حتى من وجوده في المنزل ،وبدل أن عن وسائل لإرضائه باتت تفتش دوماً عما يغضبه متلون شعرها باللون الذي يكرهه وتمضي وقتها في الصبحيات النسائية ،ولا تطهو له سوى الطعام الذي يكره أن يشم رائحته!! وغالباً ما تصل الزوجة إلى أن تمل زوجها ويعود ذلك إلى عدم إنعاش العلاقة الزوجية من وقت إلى آخر فتلجأ إلى كل الوسائل لإغضابه. ولاتعلم كيف تتخلص منه وربما لو مر خياله مصادفة بجانبها لداست عليه!! وتقول سعاد التي مضى على زواجها عشرة أعوام إنها باتت لا تطيق أن تنظر في وجه زوجها لطالما تحمّلت أخطاءه ومضايقات عائلته أما اليوم فلا صبر لي ، باتت سعاد تخرج من منزلها عندما يحين موعد رجوع زوجها من العمل من دون أن تحضر له طعام العشاء وتفعل كل ما يثير غضبه ولا تتوانى عن ذكر مللها منه لكل صديقاتها فهي تتشارك مع صديقاتها الحديث عن أزواجهن فاكتشفت انها ليست الوحيدة التي ملت روتين حياتها الزوجية المرأة تهتم بالتفاصيل يعرف عن المرأة أنها بطبيعتها تهتم بالتفاصيل فهي دقيقة في رصد كل شيء في الرجل تفكيره ،مظهره ،ملابسه وحركاته بينما على العكس يهتم أغلب الرجال بالعموميات أكثر من التفاصيل. فمثلاً تجد الرجل يهتم بطريقة تفكير المرأة من دون الاهتمام ببقية الصفات أو نوعية هذا التفكير وتعود أسباب ذلك إلى تربية الرجل خاصة في المجتمعات الشرقية التي تزرع بداخله الأنانية فيشعر بأنه محور كل شيء في حياة المرأة ولا ينظر إلى ما تحتاج إليه زوجته بقدر ما يحاسبها على هفواتها عندما لا تلبي رغباته ،وهذا ما يولد لدى المرأة حالة من الملل والنفور من زوجها فينعكس ذلك على تصرفاتها مع من حولها أما إن كان الزوج محباً ومتفهماً لزوجته يقضي معظم وقته معها ومع أسرته بدل أن يتسكع من مقهى إلى آخر فهي لن تبادله بسوى المثل فمن المعروف عن المرأة أنها غالباً ما تنتظر الفعل لتقوم برد الفعل حين تنفر المرأة من زوجها فإنها تقوم بذلك تعبيراً عن إحباطها في علاقتها الزوجية أو صدمتها من زوجها عندما لا تجد أي اهتمام منه تجاهها ، ولا تلمس منه مشاعر الحب ، سواء بالتعبير اللفظي أو غير اللفظي ً أو لانشغاله كل الوقت في عمله على حسابها وحساب الأسرة كلها ذلك أن الزوجة تريد أن تسمع دائماً من زوجها كلمات الحب التي تروي وتشبع مشاعرها كيف تتحقق السعادة ؟ إن الخطوة الأولى في تحقيق السعادة الزوجية والقضاء على الملل الذي يسيطر عليها هي شعور كل من الطرفين بالاستقرار والرغبة في الاستمرار. فعلى الزوج أن يصغي لزوجته كما عليها أن تصغي له وذلك إن رغب الاثنان بالمحافظة على استمرار الحياة الزوجية وعليهما أن يعلما أن هناك فرقاً بين حياة العزوبية حيث يكون كل منهما مسؤولاً عن نفسه وعن قراراته وبين الحياة الزوجية القائمة على المشاركة في كل الأمور وعلى الطرفين أن يعالجا كل المشكلات التي تطرأ بينهما لأن تأجيلها لوقت لاحق يؤذي إلى تراكمها وانفجارها في أي لحظة ما يؤدي إلى الابتعاد والغربة بين الزوجين كنسيان تبادل الهدايا في المناسبات الخاصة أو العامة ونسيان فعل الأشياء الصغيرة التي يحبها الطرفان ونسيان البسمة والتأنق ونسيان الاهتمام الخاص. ولابد أن تكون بين الزوجين محطات للمصارحة يمكن فيها لأحد الطرفين أو لكليهما معاً أن يعترفا بوجود فتور في العلاقة العاطفية بينهما أو عدم الاستمتاع بالحياة الاجتماعية معاً أو أنهما يواجهان مشكلات اقتصادية ولا بدّ من البحث في الأسباب التي أدت إلى سوء العلاقة ومعرفة كل منهما الأخطاء التي وقع فيها وعلى المرأة أن تدرك أن أول خطوات العلاج في يدها بأن تشعر زوجها بأن الملاذ الوحيد والمكان الذي يشعر فيه بالأمان هو مع زوجته وفي بيته ولابد من التعاون المشترك بينهما في كل ما يتصل بأمور البيت والاسرة ليس الرجل وحده المسؤول عن ملل زوجته منه وعلى المرأة أن تعلم أن لها دوراً في وصولها إلى حالة الملل من حياتها الزوجية .فالاثنان معاً يتشاركان في هذه العلاقة بكل ما تتسم من لحظات سعادة وتوتر.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار