بين الشط والجبل.. فجر يسافر والحلم

الوحدة: 1- 2- 2021

 

ها أنا أمخر ضباب الأزقة, يخدشني عفن الوقت، تعبي غير لونه فصار مغبراً أنداح إلى حزني فيبعثرني شوقي أشلاءً على مساءٍ لغوي، أغوص في عباءة الليل فيكتبني السهر قصيدته, وأعلقها على خاصرة الضجر.

تغسل وجهي نسيمات عابرات فأتدثر بأنامل منداة، أسترجع صورتك الـ (غابت) في تلافيف الحكايا, تتورد الأحلام تسترخي على أرصفة مرافئ العمر تتفتح نوافذ الحنين ويشتعل فيها الضدان.. الماء والنار, الحضور والغياب الـ … إلخ.

أحضن طيفك القادم والفجر فيتدفق عطر الأساسي من خوابي الذاكرة وتنطلق قوافل الاشتياق أبعثر حزني على بيادر الوداع, وأكتب اشتياقي على منعطفات السهر وأجمع من حقول الصباحات الممطرة فجراً يسافر والحلم.

هي الريح عرجاء, وطقسي مسود الوجه, يتغاوى كوجبات الفقراء في مواسم الأعياد أفقي مرمد العينين ويتثاءب في وجهي ندم عتيق, تصغر في عيني أمور كثيرة متيقناً أن لا قيمة لخير الأشياء إن لم يك مهامه يمثلها لأنها ستذهب جفاء..

أحسست بأني لغم معد للانفجار، مجرد ملامسته وينفجر سرحت نظري في المدى المخضر أمام رؤاي أردت بعض الهدوء لنفس أردت أن أبطل مفعول اللغم.

وقع نظري على دوريين يثبان عشقهما. افترت شفتاي عن ابتسامة وقلت: إذا كانت العصافير تعرف كيف تمارس عشقها فلم لا يعرف الإنسان ذلك؟ لم هو الكائن الوحيد من بين كل المخلوقات يحب القتل لمجرد القتل؟

غادرتني هدأتي التي كنت أنشدها بمرأى العصفورين لكني وعيت جيداً أن الإنسانية قادرة على العودة دائماً إلى وحدتها البدائية المقدسة. وفي حالتها تلك لا تكون هناك أشياء مثل: أنا– هو– أنت– أنتم– نحن- .. كل شيء متحد وهذا الاتحاد هو نشوة صوفية عميقة لا يعود فيها للموت قيمة.

يقول كاتانزاكي: الصلاة الحقيقية هي تلك التي تسلك طريقها إلى بيت الرب وتدخله، هي العمل النبيل..

هززت رأسي وقلت: كم منا من يصلي صلاة حقيقية؟

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار