العدد: 9306
6-3-2019
مشهد تراجيدي يرسمه لاعبو منتخبنا الوطني بكرة القدم على وسائل الإعلام ضاربين عرض الحائط بتبعات هذا التراشق الرخيص، وتأثيره السلبي على أبناء وطنهم، وما سيعكسه من صورة هشة لكرة القدم السورية والقائمين عليها.
ما الذي دعاك يا ابن السومة لفتح ذاك الجرح النازف؟، ماالغاية؟، مالهدف؟، ألم تفكر بأن ما أدليت به سيزيد الشرخ ويعمق الانقسام، ويدخل اليأس إلى قلوب الجماهير السورية التي مازالت تحاول نسيان المهزلة الآسيوية؟.
قل لنا بالله عليك ماذا حققت من مكاسب بعد تصريحك الأخير؟، أترد على منتقديك؟، أم تخلي ساحتك؟، أم هي مراهقة رياضية أملتها عليك النشوة بعد المقصية (الجميلة) في مرمى الاتحاد؟،غريب أمرك يا رجل!.
لا ننكر عليك الحق في تبييض صفحتك، والدفاع عن نفسك إن كنت ظالماً أو مظلوماً، ولكنك أخطأت في الآلية، وسجلت على نفسك أهدافاً لن تستطيع تعويضها في المدى المنظور، إلا إن كنت عارفاً بالنتائج وغير مكترث بها.
لو أنك أعملت العقل قليلاً، لما اتخذت وسيلة إعلام خارجية (بغض النظر عن مرجعيتها) للتحدث بشأن مسألة إشكالية في رياضة بلدك، فقد كان حري بك أن تراعي حساسية الموقف، وضرورة أن تبقى هذه التفاصيل ضمن البيت الواحد، علماً أن كثيراً منها أضحى في متناول الجماهير، وبقي عدم الحديث المباشر من قبلكم عاملاً لعدم تصديقها، والاعتداد بها.
كانت الأمور أبسط مما تتصور يا عمر، وكانت أطروحة دفاعك عن نفسك، ستصبح جامعة مانعة، وربما طريقاً لنسيان الماضي، واستعادة ثقة الجماهير بقدرتك مع الرفاق على تعويض مافات، وإعادة البسمة إلى جبل قاسيون بعدما فشلتم في أن تكونوا نسوره.
احجز على أول طائرة، وخذ إذناً لساعات من إدارة ناديك، واتخذ الشام قبلة، وقل ما تريد على منصة سورية خالصة، وبما أنك واثق ببراءتك من كل ما نسب إليك، كنت قادراً على طلب لجنة تحقيق خاصة للبت بهوية من اقترف إثماً بحق منتخب البلاد وجماهيره، وبهذه الطريقة فقط كان حضورك في قلوبنا سيكبر ويتأجج، حتى لو ظهرت مداناً في النهاية.
لا نلومك في جزئية واحدة يا ابن دير الزور الأبية،فمن وجهتَ الشكر لهم عقب اندحارنا من بطولة آسيا لم يكلفوا -حتى الآن- خاطرهم بشرح ماجرى معهم،ولم يعيروا ملايين السوريين انتباههم،وبالتالي، ليس مستغربا أن تكون (شيمة أهل البيت كلهم الرقص).
غيث حسن