هديتنا من بيتنا..

الوحدة : 27-1-2021

 أصبحت الهدية جزءاً من العلاقات الاجتماعية الحميمة وخاصة بين الأقرباء والأصدقاء وهي عادات وتقاليد تربينا عليها وتوارثناها، ولا يمكننا التخلي عنها، وفي ظل هذه الظروف المعيشية القاسية لابد أن نتأقلم معها ونتعايش حسب الحالة والإمكانيات لكل فرد وأسرة، ولا بدّ من وجود حل بديل ومناسب فلجأنا إلى أن تكون الهدية مما يتواجد في بيتنا وما تنتجه أيدينا وخاصة المنتجات الريفية والصناعات اليدوية هذه أراء لأشخاصٍ يعيشون الحياة ببساطتها.

السيدة فائزة ( أم محمد)، سيدة في الستين من العمر قالت: أنا أعمل في الأرض وأقوم بتربية بقرتين وأعيش من عرق جبيني والواجب لا يمكنني التخلي عنه منذ زمن، وأنا أحمل هدايا لجميع المناسبات سواءً المباركات أو الاطمئنان عن الصحة بعض الكيلوات من الحليب أو اللبن وبعض مشتقاتها ولا أنتظر تعليقاً أو رد الهدية من أحد، كنت قديماً أراها قليلة ولكن هذه إمكانياتي، أما الآن ومع ارتفاع الأسعار وزيادة الأعباء، أصبحت هديتي مميزة وغالية وهكذا أنا راضية جداً.

السيد فؤاد إبراهيم، مزارع يعيش في قرية ويعمل في زراعة البيوت البلاستيكية المحمية قال: هديتي من أرضي وأراها أفضل بكثير من غيرها، لماذا اللف والدوران والذهاب لبيع المحصول وشراء بثمنه هدية وقد لا تتناسب مع وضعي المعيشي أو قد تكون على حساب لقمة عيشنا وتعليم أولادي، لذلك لا أخجل من حمل الخضروات والحمضيات وكذلك بعض الخضروات الورقية الموجودة في الطبيعة (كالخبيزة والهندباء وبقية الأنواع) إلى كل أصدقائي وأقربائي ومنهم من يطلبها شخصياً وهذا يسرني كثيراً.

 السيد سعد الله، حلواني: لا أتردد بالتفكير ماذا سأحمل في كل المناسبات فهديتي جاهزة دائماً ما لذ وطاب مما يتواجد في محلي، وغالباً ما تكون مميزة وغالية، أتمنى لو الجميع يمتلكون ثقافة التبادل في المنتجات، وهكذا تصبح العملية مفيدة ورابحة للجميع .  أخيراً لا بدّ من القول: هناك بعض الناس تدقق على القيمة المادية للهدية، بينما الهدية في الأساس هي قيمة معنوية وتعبير عن مدى الاحترام والتقدير من الشخص الهادي ومشاركة في الأفراح ومساعدة واطمئنان في الأمراض.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار