العطلة الانتصافية .. فرصة لتجديد النشاط ومساحة للترفيه وتنمية المواهب

الوحدة 21-1-2021

 

 للسنة الثانية على التوالي بالنسبة لتلامذتنا وطلابنا الأعزاء ، تأتي أجواء العطلة الانتصافية بما لا تشتهي سفنهم .. خاصة في ظل الحالة الجوية غير الملائمة لأية أنشطة خارج منازلهم وكذلك بسبب الظروف الصحية وتواجد فيروس كورونا كأحد أهم المعوقات التي تمنعهم من التواصل مع أقرانهم في فعاليات الأندية والصالات الرياضية والاجتماعية وغيرها. إذ لطالما درجت العادة أن يضع الأهل خططهم وبرامجهم الترفيهية لقضاء العطلة ، فيفرح أطفالنا بها من أجل التمتّع باللعب والمرح والذهاب إلى مدن الملاهي والمنتزهات لقضاء أوقات ممتعة خارج المنزل لكن الظروف الحالية فرضت عليهم عطلة طارئة واستثنائية ، فما هو الحل البديل منزلياً ؟ وكيف نساعد أطفالنا على تقبُّل الأمر بعيداً عن الملل ؟

 ” الوحدة ” قامت باستطلاع بعض المقترحات فكانت الآراء الآتية : السيدة نيفين أسعد – أم لطفلين قالت : في العطلة الانتصافية ، يشعر الأطفال بالملل لذلك يبدأ الإلحاح لتحقيق مطالبهم ولحل هذه المشكلة علينا استثمار وقت الفراغ وطرد الملل من جو البيت وليس هنالك أفضل من الرسم والأشغال اليدوية وكذلك مراجعة دروس اللغة أو القيام بألعاب ذهنية بسيطة . لقد اختصروا مدتها كثيراً في هذه السنة ، فلا نستطيع استغلالها بأي نشاط يمكن أن نسجل أطفالنا فيه لممارسة هواياتهم ، على الرغم من أهمية ذلك في تجديد نفسيتهم وتعويضهم عن أجواء الدراسة والامتحانات، وللأسف سوف تمر هذه العطلة بلا أي فائدة ، خاصة مع انقطاع الكهرباء والأحوال الجوّية والصحية السائدة ، لذلك بات المنزل الملجأ الوحيد لأبنائنا للترفيه والتسلية ، وأتمنى من الجهات المعنية تخصيص بعض القاعات المغلقة في النوادي التابعة لها لإقامة الأنشطة الموجهة لأطفالنا بعيداً عن المنغصات الطبيعية والصحية نظراً لغلاء الأسعار في مدن الملاهي وعدم جاهزيتها في أجواء المطر والبرد .

السيد عبد الكريم فوال ، قال : رغم أن العطلة تعدّ فرصة طيبة لممارسة هواية القراءة فإن هذه الهواية يجب أن تلازم أطفالنا طوال أيام السنة حتى أثناء الدراسة فمن خلالها يستثمرون أقصى قدراتهم الإنسانية، وتلبية رغباتهم وحاجاتهم التعليمية، حيث يمكنهم أن يأخذوا كتبهم في أي مكان يذهبون إليه . لذلك إذا ربينا الطفل على أن المكتبة حياة ومصدر غذاء مهم للعقل لا يقل أهمية عن الطعام والشراب، فإنه ينمو بشكل سليم ، خاصة أن القراءة تشبع حياة الطفل وتثري خياله وتسهم في رفع مستواه العلمي، كما إنها وسيلة الترفيه والمتعة، ونحن إذا عودنا صغارنا على اعتبار الكتاب عنصراً من عناصر التسلية فسوف نغرس فيهم ملكة القراءة والانفتاح مستقبلاً على عالمها الرحب الفسيح، ومن هنا تأتي أهمية اختيار الكتب التي تناسب الأطفال على اختلاف أعمارهم.

الصديقة نعمى سلامة – الصف الثامن قالت : أوقات العطلة فترة راحة حقيقية نعيشها بعد درس ومتابعة وسهر لكي نحقق النجاح والتفوق. وهي فترة نستعيد فيها طاقتنا من جديد لاستكمال بقية العام الدراسي ونكون بذلك جاهزين لاكتساب معلومات علمية ومعرفية وثقافية كثيرة ويمكننا ملء أوقاتنا فيها بوسائل متنوعة خاصة مع توفر التقنيات الحديثة من الألعاب الالكترونية والمواقع الاجتماعية على الانترنت . وهناك صرح حضاري كبير فيه الكثير من الفعاليات الجميلة وهو المكتبة العمومية للأطفال التي تقدم أنشطتها الموجهة للأطفال على مدار العام . الصديق يوسف الخطيب – الصف الثامن قال : كل ما هو مطلوب منا في هذه الفترة عدم اللعب في الحدائق العامة أو المشاركة في النشاطات الاجتماعية نظراً لخطورة الازدحام والاختلاط بالآخرين. وبمساعدة الأهل يمكننا ممارسة العديد من الهوايات والأنشطة البيتية كالعزف والرسم والمطالعة بالإضافة إلى مراجعة واجباتنا المدرسية وتحضير بعض الدروس من كتب المناهج المخصصة لنا. وغالباً ما نقضي أوقاتنا بمشاهدة البرامج التلفزيونية وألعاب الكمبيوتر ونتواصل مع الأصدقاء عبر النت . وعلينا ان ندرك أنها مرحلة مؤقتة ستساعدنا على تلافي أخطار كبيرة وذلك بأن نلتزم بوعي بقواعدها الصحية والاجتماعية. بقي للقول : ونحن نسعى لتوفير ما يحتاجه أطفالنا من طعام وشراب ولباس.لا يجب أن يغيب عن أذهاننا كذلك توفير ما يغذي عقولهم. فتلك ـ أيضاً ـ حاجة أساسية لبناء شخصياتهم وصقل مهاراتهم مثل تلك الحاجات البديهية التي تعدّ كإحدى متطلبات الحياة اليومية . لذلك ليس غريباً أن يتحدث الكثير من الأهل عن فترة العطلة كبداية للارتباك والحيرة في تأمين وسائل مناسبة للفائدة والترفيه والتسلية ، وقد يكمن الحل لهذا الارتباك بين أيدينا وذلك من خلال استغلال هذا الوقت الذي يمكننا تحويله مع أطفالنا من ” عطلة للفوضى والملل ” إلى “عطلة للوقت المثمر القيّم ” وجعل العطلة مساحة للحرية واللعب وتنمية المواهب لأنها في المحصلة ليست إلا فرصة لتجديد العزيمة عند أطفالنا من أجل الشعور بحماسة لبداية فصل دراسي جديد .

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار