المجتمع العربي والعلمانية في محاضرة بثقافي جبلة

الوحدة 21-1-2021

 

ألقى الأستاذ حكمت صارم محاضرة بعنوان (المجتمع العربي والعلمانية) على خشبة مسرح المركز الثقافي بجبلة.

وقد شرح المحاضر بإسهاب معنى العلمانية لغة، وكيف انتشرت في أوروبا وفرنسا والنمسا وسويسرا والمعارك التي دارت بين رجال الدين ورجال السياسة وبين البروتستانت والكاثوليك ودامت سنين ذهب ضحيتها الآلاف إلى أن أُقر فصل الدين عن الدولة وبدأت بعد ذلك تلك الدول القيام بنهضتها وتطورها إلى ما نراها اليوم عليه.

كما شرح المحاضر ونوه بكل الأدباء والمتنورين الذين عملوا على نشر أفكار العلمانية منذ نشوئها حتى أيامنا هذه من مثل محمد عبدة وبطرس البستاني والطهطاوي وساطع الحصري وقاسم أمين وطه حسين.

فالعلمانية هي مذهب سياسي قانوني بالدرجة الأولى وليست مذهباً فلسفياً لكنها غير منقطعة الصلة عن الفلسفة لأنها في الجانب النظري نتاج للفكر العقلي ولأنها في جانبها العملي تنبثق عن جملة ممارسات وإشكاليات تتصل بعلاقة الدين والدولة وبين السلطة الروحية والسلطة الزمنية وفي التحليل الأخير بين الثيولوجيا والأنتربولوجيا أي بين الإلهيات والإنسانيات، وفي اللغة العربية العلمانية مشتقة من اليونانية لايغوس ومن اللاتينية المتأخرة ليغوس التي تعني العامي أو ابن الشعب أي المدني غير المتعلم وذلك مقابل كلمة غاليرس التي كانت تطلق على رجل الدين لأنه وحده المتعلم علمياً في القرون الوسطى.

أما كيف بدأت تلك الفكرة تنتقل إلى الوطن العربي، فكان من خلال أشخاص ومؤسسات ومجلات وصحف والاحتكاك بالثقافة الغربية والبعثات التعليمية والهجرة وعندما بدأت تنتشر لاقت رفضاً وواجه أصحابها تحديات كبيرة من التيارات السلفية والأصولية اليمينية ومن السلطات الاستبدادية آنذاك وحوصرت وحورب دعاتها والكثير منهم دفع حياته ثمنا لذلك مثل عبد الرحمن الكواكبي.

ويسود لدى الغالبية العظمى مفهوم العلمانية بأنها تتعارض مع الدين أما الحقيقة فهي العكس تماما، فهي ليست ضد الدين إنما هي الإنسان المتعلم الذي يأخذ بمنهج الفكر العلماني كمنهج علمي في الحياة لكن مع احترام المعتقدات الدينية وعدم الإساءة إلى معتقدات الآخر، وقد ساهمت مؤخراً التكنولوجيا الحديثة والإعلام في نشر أفكار العلمانية غير أن بعض القوى تستخدم تلك الوسائل لمحاصرتها وتجييرها لخدمة مصالها.

وللأسف مازال المفهوم غير واضح بالنسبة للكثيرين حتى لدى بعض النخب العلمانية.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار