العدد: 9306
6-3-2019
اعتدنا أن نذهب للسينما والحدائق والنزهات برفقة كيس (البوشار) والذي لازم حقائبنا المدرسية والوظيفية لسنوات، لكننا استبدلناه اليوم بكوب الأندومي وأكياس الشيبس والبطاطا المصنعة بآلات، والتي تفتقد أدنى درجات السلامة والصحة وليس منها غير البدانة والجوع الذي ليس بعده شبع وحسن.
أم سهى قالت: إنها تصنع البوشار في مطبخها كل يوم لها ولزوجها ولزوارها ولأولادها الذين يأتونها كل يوم عطلة، وتقضي معهم أوقاتاً سعيدة وكبيرهم يردد عليها القول: لماذا التعب يا أمي، الحياة دائمة التجدد وفيها كل ما تشتهين وترغبين دون أي جهد وتعب؟ فأرد: لا يمكنني ووالدك نسيانه، ولنا فيه ذكريات الشباب والأيام الحلوة التي كنتم فيها أولاد، وما يأتي به السوق من كل صنف وشكل ليس فيه طعم وطيب، ولطالما سمعت على التلفاز عن سموم فيها من زيوت وأبخرة تطير ومواد يمكن أن يكون البلاستيك قد رعف فيها السم القاتل بأوانيه ومواد صنعه وإنتاجه، أما البوشار هو من حبات الذرا الناهضة من الحقول بنشاط ورونق الشمس التي لوحتها بذهب أشعتها صحة وحياة، ترقص في الوعاء وتطربك بضجيجها لتظهر بثوب البياض والنقاء، فهي لك بمذاقها الشهي الهني، فأرجو منك تعويد أولاك عليها..
وتابعت: نسمع من التلفاز وعن الدراسات العلمية ما يؤكد الفوائد الجسيمة للبوشار، فهو غني بالألياف التي تساعد على خفض مستوى الكوليسترول في جسم الإنسان، وتحميه من التعرض لبعض الأمراض مثل الأزمات القلبية والجلطة، الوقاية من الإمساك وضبط مستوى السكر والأنسولين في الدم، ويحتوي على مركبات الفولات الكيماوية التي تحمي بشكل تلقائي من التعرض لمرض السرطان، ويحتوي على مواد مضادة للأكسدة وتقاوم الشيخوخة المبكرة، إذ يحتوي على الحديد والمنغنيز وهما مادتان مهمتان لصحة وتقوية العظام، كما أن البوشار باحتوائه على نسيج مغذ يدعى «السويداء» فهو يساعد على هضم الطعام بصورة أفضل وبذلك يحافظ على وزن طبيعي ومثالي وغيرها الكثير من الفوائد والتي لا يعلمها غير خالق هذا الكون بطبيعة كلها مبعث خير وصحة.
هدى سلوم