نصيحة.. أحبيّ نفسك حتى يحبك زوجك

الوحدة 20-1-2021

يمكن ذكر آلاف النصائح التي يكتبها خبراء العلاقات الزوجية عن كيفية تحقيق السعادة والحب المتبادل والعيش معاً حتى نهايات العمر.

ولكثرة ما يتم تكرار تلك النصائح أصبح بالإمكان حفظ الكثير منها عن ظهر قلب.

غير أننا سنتناول الموضوع من زاوية غير متوقعة لذا فإن الطرح الذي نأتي به مثير للانتباه وببساطة نقول للزوجة أحبي نفسك لكي يحبك زوجك، لماذا هذا الربط لأنك إذا لم تحبي نفسك فمن الصعب عليك تصديق أن أحداً في هذا العام سيحبك وهذه هي النصيحة الذهبية المثبتة.

أحبي نفسك يعني احترمي نفسك يعني أنك يجب ألا تسعي أبداً بالنظر إلى ذاتك على أنك فائضة عن الحاجة وأنك متحالفة مع الفشل أو أنك غير قادرة على تحصين نفسك من الهفوات التي تجعلك في نظر الآخرين امرأة هشة وغير متوازنة.

كلنا خطاؤون، وعندما يخطئ المرء يعترف بما ارتكب من خطأ إلا أنه مع ذلك لا يفقد اعتداده بنفسه الخطأ هو من طبيعة البشر هل تدركين المعنى العميق لهذه الحقيقة؟

معناها أننا عندما نخطئ فإننا نؤكد إنسانيتنا والشخص الذي يزعم أنه لا يخطئ هو شخص مستقيل من الإنسانية ولا يهم بعد ذلك أن كان يريد الانتساب لعالم الملائكة أم الشياطين.

 هل رأيت أن ارتكاب الهفوات هو بحد ذاته سبب كاف لكي تحبي نفسك أكثر وتحترمي نفسك أكثر في الهفوة المقبلة إذاً توقفي قليلاً وتذكري أنك من ناحية أكدت إنسانيتك ومن ناحية ثانية فإن الله منحك فرصة لكي تتعلمي شيئاً فالهفوات والأخطاء هي امتحانات مؤثرة وفعالة للناس منها يقسون أنفسهم ومنها يدوزنون مواقفهم ويتعلمون كيفية التصرف  في المواقف التي ستأتي بها الأيام لاحقاً، فكري عزيزتي بالحياة على أنها منحنى يصعد ويهبط وهكذا حالتك النفسية بالضبط ألم تشعري بأنها تتراوح بالعفل بين الصعود والهبوط نفسيتك اليوم ليست كنفسيتك البارحة ربما تكونين وأكثر انطلاقاً وأكثر مرحاً وأكثر حسرة وأكثر حزناً إلخ…

كل هذه حالات إنسانية طبيعية ولكن ما المهم هنا؟

المهم هو ردة فعلك في لحظات الإخفاق والاكتئاب كثير من النساء يكرهن أنفسهن في فترات الكآبة فيتصرفن بطريقة تتم عن قسوة على الذات بعضهن يفرطن في الأكل وأخريات يصبحن أكثر شراهة في التدخين وقد تلجأ نساء أخريات إلى عادات أكثر خطراً مثل الكحول والمخدرات.

ثم إن عدداً من النساء لا يجدن مخرجاً من تلك الأوضاع إلا بالانتحار وهذه هي قمة كراهية الذات فالمرء الذي يحترم ذاته ويجلها لا يمكن أن ينتحر مهما كانت الظروف لأن احترام الذات هو الملاذ الأخير عندما يشعر المرء بأن كل الطرق انسدت أمامه ولم يبق إلا راية اليأس المطلق والمطبق.

إن احترام الذات هو البديل لليأس في كل الظروف وهو القشة التي يتعلق بها المرء في لحظات الغرق في مستنقع اليأس وسرعان ما تنشله تلك القشة فيعاود حياته ويؤكد حبه لنفسه فيستعيد حب الآخرين له.

انظري إلى الحياة على أنها منحنى متذبذب بين الصعود والهبوط في بعض الأيام قد تجدين نفسك ضجرة وفي أخرى منتعشة ومنطلقة في أيام ستجدين نفسك في أسوأ حالاتها وفي أيام أخرى ستحلقين فوق قمة التألق النفسي عندما تكونين في القاع تفترسك الكآبة بشراسة لكن شيئاً في داخلك يمدك بشيء من العزاء فما هو ذلك يا ترى؟ هو إنك بعد هذا الحضيض النفسي سترتفعين على خط المنحنى إلى مستوى أفضل في اليوم التالي أليست الحياة كما اتفقنا منحنى متذبذب الصعود والهبوط احترام الذات والثقة بالنفس من شروط السعادة الزوجية كيف ذلك؟ عندما تحترمين نفسك وتحبين نفسك على الرغم من أي اخفاقات أو زلات أو نقاط ضعف فإنك ستشعرين بالثقة بالنفس وهذا بحد ذاته يمدك بقوة الشخصية وعندما تشعرين بالقوة الذاتية والثقة بالنفس ستحسين بالأمن داخل نفسك وفي تلك الحال فإنك ستنعمين بالسعادة لوجود الطرف الآخر في العلاقة الزوجية لا لأن وجوده بالنسبة إليك يمثل الأمان والحماية ولكن لأن وجوده يضفي عوامل أخرى وأسباباً أخرى للسعادة والإحساس بالحياة.

المرأة التي تستوعب أخطاءها وتعزوها إلى أسباب طبيعية هي امرأة واثقة من نفسها والمرأة الواثقة من نفسها هي امرأة قوية والمرأة القوية لا تعيش هاجس الخوف من أي آثار قد تترتب على الخلاف الزوجي وعندما تمتلك المرأة هذا القدر من الجرأة فإنها ستكون أكثر قدرة على التعبير عن حاجاتها وآرائها بوسائل متفرقة وهذا بحد ذاته طريق الحوار الزوجي البنّاء.

كراهية الذات تعني الضعف هذا الكلام متفق عليه وأحياناً تكون العلاقة جدلية بين كراهية الذات و الضعف.. فالمرأة تصبح ضعيفة عندما تكره نفسها عندما تشعر بالضعف وأحد أسباب الإحساس بالضعف لدى المرأة هو التفكير في المستقبل والخوف مما تحمله الأيام وبعبارة أخرى انعدام الشعور بالأمان فهل ينتابك ذلك الشعور؟

من الأخطاء التي يرتكبها بعض الناس هو أنهم يهدرون الكثير من طاقتهم ووقتهم في التفكير في الغد والأمس وفي غمرة ذلك يهملون اللحظة الراهنة التي هي تعني الحياة ذاتها.. والانشغال يوصف بهاجس الغد بأنه مراهنة على شيء ما زال في ظهر الغيب أما التفكير في الماضي فهو انشغال في شيء ميت وما بين الغيب والماضي ثمة نقطة متناهية يتعين علينا بذل كل ما هو مستطاع للقبض عليها والاستمتاع بها وهي نقطة الحاضر إن التحالف مع لحظة الحاضر هو تحالف مع الحياة نفسها وهو من جانب آخر تحالف مع المستقبل لأن التمتع بنفس قوية ومنفتحة ومحبة للحياة يعني أن الحاضر الراهن والحاضر الآتي سيشكلان العمر السعيد الذي تسوده علاقة جميلة وسعيدة مع الآخر.

عزيزتي المرأة إليك مفتاح آخر من مفاتيح السعادة

 لا تستمدي قوتك من الرجل.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار