احتفالية لـ ( القوزلة) في ملتقى القنديل الثقافي..

الوحدة 20-1-2021

 

ترسم هذه الأرض معالمها وملامحها في هوية تتابعت على مر الزمن، فكان لها في تعاريفها وعناوينها أحزان وأفراح وحكايا تاريخ..

سورية أرض حضارة شامخة ما زالت شمسها تبوح بما جادت به الروح وما وشمت على أيامها (القوزلة) أو رأس السنة الشرقية وهي تسمية آشورية من كلمة (قوزلو) وتعني قزل النار أو إشعال النار ويصادف الاحتفال فيها في الثالث عشرة (13) من كانون الثاني من كل عام، حيث توقد النار طلباً للدفء وللطبخ أمام المنازل حيث تطهى مختلف أصناف الطعام الذي تتميز بها هذه الأرض بما تجود من الضيافات الشعبية والأكلات التراثية , وتقام الأعراس الشعبية ابتهاجاً بالعيد الذي يتسم بمسحة إنسانية وإعلانه يوم للتسامح وطي الخلافات ومساعدة الفقراء وتبادل الزيارات في الصباح من اليوم , ويعود سبب الاحتفال بـ (القوزلة) هو الإصلاح الذي قام به البابا غريفورس الثالث عشر الروماني على التقويم اليولياني في عهد يوليوس قيصر, ويعتبر التقويم الفريفوري هو الأدق حيث يعدّ السنة 2425/ 365يوماً بينما التقويم اليولياني يعدّ السنة 25/365 يوماً.. هذا التراث الذي استمرّ عليه الاحتفال في بعض مناطق وأحياء الساحل السوري من العهد الأشوري إلى يومنا هذا لايعتبر عيداً دينياً ولا رسمياً بل إرثاً سورياً قديماً مازالت هويته تنبض به في معالم هذه المناطق .

 

 (ملتقى القنديل الثقافي) كانت له احتفاليته الجماهيرية بـ (القوزلة) برعاية وزارة الثقافة ومديرية الثقافة باللاذقية مع جمعية إحياء التراث , وعند (ساحة المزار) في منطقة الدعتور, تحضّر لهذه الاحتفالية كافة أعضاء الملتقى بإدارة مدير الملتقى الباحث الأديب حيدر نعيسة مع وجوه رسمية وشعبية جماهيرية كثيفة عبقت بها المنطقة , وكان البدء وكما كل بدء بالوقوف دقيقة صمت تحية لجيشنا العربي السوري ولأرواح الشهداء والتمنيات للجرحى بالشفاء العاجل وللمخطوفين العودة السريعة إلى أحضان أهاليهم . وقد عمّت الدبكات والرقص الشعبي ساحة المزار مع تصفيق الحضور وتفاعله وابتهاجه قطعها مع فاصل في البدء كلمة الباحث الأديب نعيسة حيث رحّب بالحضور شاكراً كل المساعي النبيلة لإنجاح هذه الاحتفالية كلّ بما قدّم من دعم ومساندة ,  كما شكر جمعية إحياء التراث على مشاركتها النبيلة والنشيطة في هذا الاحتفال وغيره , ومما قال في مقتطع: ( كل منكم الآن هو قائد جبهة ثقافية ضد الزحف البديل الهزيل في محاربة ضد ما هو  طارئ على ما هو أصيل وعريق, نعلم جميعاً أن من فات ماضيه مات , وها قد عدنا لبعض تراثنا بحضوركم الكريم للاحتفال في هذا اليوم بـ (القوزلة) أو رأس السنة الشرقية واليوم هو آخر يوم من عام 2020 على التقويم الشرقي وغداً هو أول يوم من عام 2021, عيدكم مبارك, أعاده الله عليكم وعلى وطننا الحبيب سورية وعلى العالم أجمع بالسلام والحب ).

 

 – وعلى أنغام الدبكات والأهازيج كان للشاعر الغنائي علي حيدر مقطوعات زجلية وغنائية تنوعت في عناوينها , ومما أنشده حيدر من مقطوعاته الزجلية نقتطع جزءاً منها :

طلّي ياعيوني طلّي   عني بعيدي لا تضلّي

 خاروفك ريّتو مليح               وصار بيعمل قوزلة

 خاروف بهدنو مليان            بيكفي العيلة  والجيران

 وعا الموقد صار مطين        وحبيبي الدست والحلة.

 نعمل قوزلة شركة                والبحارة تحلا الدبكة

 وستي تغنيلي وتحكي              عن عرسا بالقوزلة

كما  كانت لبعض من الجماهير مشاركات غنائية ومواويل أطفت طابعاً تشاركياً احتفالياً زاخراً بالبهجة, وعند غياب الشمس وقبلها بقليل قام ملتقى القنديل الثقافي مع أعضائه بإشعال النار عنوان هذا العيد ليتجمهر حولها المشاركون وليغنوا ويتبادلوا التحيات والأمنيات لبعضهم ولسورية بكل الخير والسلام…

 سلمى حلوم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار