تحت خط الفقر…

الوحدة 20-1-2021

لا تشكُ للناس.. لكن المسألة تجاوزت حدّ الشكوى, فالفقر إنكار لحقوق الإنسان, حقه في العمل والتمتع بمستوى معيشي لائق, وحقه في السكن والغذاء والصحة والتعليم.

صحيح أن آفة الفقر منتشرة في كل المجتمعات مهما بلغت درجة تطورها، إلا أننا لن نحتاج إلى المساءلة كثيراً لندرك أن تلك الحرب الجائرة من إرهاب وحصار اقتصادي كانت السبب الرئيسي في تفاقم حدة هذه الآفة وانتشارها في بلدنا الحبيب سورية..

ومما لا شك فيه أن العبء الأكبر من الفقر تتحمله النساء والأطفال, فها هي نجاة عديرة نجدها ولسان حالها يقول: نعمل لسد رمقنا.. ونتعايش مع سؤال مخيف ماذا لو لم نجد في الغد عملاً.. سنجوع.. لكن الأكثر شراسة من الجوع هو بقاء طفلي الرضيع دون غذاء، فبالرغم أني استعضت عن علب الحليب الجاهزة بحليب الأبقار الذي أخلطه بنسبة معينة من الماء، إلا أنني قد لا أجد ثمنه غداً لدي طفلة أخرى.. وإضافة لواجباتي المنزلية، أقوم بخدمة المنازل في المبنى الذي يعمل فيه زوجي حارساً، ليبقى الحلم في أن أجد يوماً أطفالي شباباً ناجحين.

أم مصطفى 64 عاماً: تسكن في مدينة جبلة تتحدى الألم والمرض حيث أن ضغط الدم والسكري والربو المزمن لم يعفيها من البقاء في معترك الحياة ها هي تتنقل يومياً بين جبلة واللاذقية، تعمل في شطف الأدراج وتساعد بالطبخ في بعض البيوت من أجل تأمين ثمن الدم لابنها البالغ من العمل 27 عاماً والمصاب بمرض التلاسيميا.

تقول: لدي ابنتان إحداهما أجبرت على ترك دراستها في الجامعة والثانية أرملة ولها ثلاثة أطفال، تعملان في تقطيع الخضار وبيعها جاهزة لتأمين أجار الغرفة التي نسكنها ولن نذهب بعيداً ففي منطقة الحفة ومع سبعين عاماً كانت كاملة خضيرة أرملة وأربعة شباب في الخدمة الإلزامية، تقطف الزعتر وتصون نفسها من السؤال فتكنّس الشوارع آملة بما لا تستطيع طلبه.

ويبقى السؤال ما هو حق الفقير على مجتمعه

تباينت الآراء منهم من قال: (يلي من إيدو.. ربه يزيدو) ومنهم من قال: (لست أرحم عليه من خالقه) آراء تضاربت مع ثقافتنا, أو جاءت كردة فعل على واقع يومي معاش, تبدل فيه ترتيب أولوياتنا لكنه لم يتغير فما زلنا في لحظات الحسم (نغيث الملهوف), (نأكل ونطعم) ونعطي الفقير سمكة ثم نعطيه قصبة ونعلمه الصيد.

نرجس أسعد وطفة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار