العدد: 9305
الخميــــــــس 28 شـــباط 2019
كان من الطبيعي أن تقبل إدارة نادي جبلة استقالة الكادر الفني والإداري لفريق كرة القدم الأول بعد سلسلة من النتائج المتواضعة، ودخول الفريق في حالة من غياب الروح، وعدم القدرة على التقاط أنفاسه لتحقيق الفوز، مما خلق أجواء متوترة في محيط النادي، وعند جماهيره تحديداً، فأصبح التغيير من المسلمات بغض النظر عن ماهيته، فالمهم أن يشعر الجميع بأن مرحلة جديدة قد بدأت، وبأن التعاطي معها يجب أن يكون إيجابياً من باب الحرص على مستقبل النادي الأزرق، ومسيرته في الدوري الممتاز.
اليوم . . أوقفوا كل شيء وانطلقوا إلى العمل، فرغم ضيق الوقت، لم ينته المشوار بعد، ومازال بالإمكان تصحيح المسار، ونفض غبار المرحلة السابقة بكل تفاصيلها، فالمراحل القادمة تحتمل كل التوقعات، وإن استطاع أصحاب البيت الجبلاوي رأب الصدع، ولم الشمل، وإعادة الألفة والمحبة إلى أروقة النادي، سيكون النادي بخير في نهاية المطاف، وسيصبح التفكير بأخطاء الماضي أمراً واجباً على كل من له شأن به، فقد حان الوقت كي يعود الجميع إلى رشدهم، وليؤدي كل دوره بدءاً من مجلس الإدارة إلى أصغر مشجع، فالإدارة ملزمة باتخاذ مزيد من الخطوات الفعالة لاستعادة ثقة الجماهير كما كان الحال عند تسلمها لدفة القيادة، فرغم كل النتائج المتواضعة، بقي السيد رئيس النادي مقدراً عند معظم الجماهير، فهم يؤمنون بأنه شخص جيد وطيب، وربما يؤمنون بأن طيبته وثقته الزائدة بمحيطه هي السبب فيما وصلنا إليه، واليوم باتت مراجعة التفاصيل لازمة كي لا تعاد الأخطاء ذاتها.
وكي تتكامل الأدوار، ويتحمل كل شخص مسؤوليته، لا بد أن يرتدع مثيرو البلبلة على المدرجات، وخاصة أولئك الذين يكلفون النادي عقوبات مالية وانضباطية، وحرماناً من الدعم الجماهيري، فمن يحب ناديه لا يجلب له الويلات، ومن يرى أن إلقاء المفرقعات على أرض الملعب يحقق له شيئاً من غريزته، فليذهب إلى مكان آخر لا يسبب فيه ضرراً لأحد، وليمارس هوايته بين أحضان والديه، فجماهير جبلة لطالما وقفت خلف النادي، وقدمت له كل أشكال الدعم في مرضه قبل عافيته، ولا يمكن بعد اليوم لمراهق صغير أن يفسد عليهم واجبهم في دعم فريقهم للخروج من حالته الراهنة.
وفي هذا المقام أيضاً، يجب أن يعرف البعض ألا وصاية لأحد على نادي جبلة إلا وصاية جماهيره، ومن يظن أن هذا الصرح العريق ملك شخصي، سيكتشف لاحقاً أنه واهم، ولن يحصد سوى الخيبة وسواد الوجه، فاتركوا الناس تعبر عن رأيها، وتقول ماتريد، فهؤلاء ليسوا مرتزقة، بل أم الصبي الحقيقية، وحب هذا النادي يجري في عروقهم مذ أطلقوا صرخات الولادة، وحسنا فعل رئيس نادي جبلة عندما أصدر منذ أيام بياناً واضحاً بهذا الشأن، فهو يعرف أن معظم من يعبرون عن حنقهم من سوء النتائج، لا دافع لديهم سوى القلق على مستقبل النادي، والأمل في عودته قوياً كما كان.
وهنا أيضاً . . نجدد الدعوة لفتح صفحة جديدة، وصب كل الجهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فبقاء نادي جبلة في الدوري الممتاز يستحق بذل كل الطاقات المتوفرة، لأن هبوطه إلى الدرجة الأولى سيكون نكسة كبيرة تفوق النكسات السابقة بمرات ومرات، والمسؤولية أصبحت على عاتق كل أضلاع العمل من لاعبين ومدربين وإداريين وجماهير، مع ظننا المؤكد بأن الداعمين لن يبخلوا بأي شيء يوفر أرضية صلبة للخروج من النفق المظلم.
غيث حسن