استراتيجية دعم وتمكين المرأة الريفية بثلاثية (مشروع – إنتاج – تسويق)

الوحدة: 7- 12- 2020

 

دائرة تنمية المرأة الريفية في مديرية الزراعة باللاذقية، تعمل وفق استراتيجية (دعم وتمكين المرأة الريفية) لتفعيل دورها في جوانب عدة منها: الاجتماعي والاقتصادي لتحقيق تنمية الأسرة الزراعية الريفية، بالاستفادة من الموارد وخلق فرص عمل ورفع قدرات ومهارات السيدات.

نجحت رئيسة الدائرة المهندسة رباب وردة خلال عملها لسنوات بالإدارة في تحقيق ثلاثية (مشروع – إنتاج – تسويق) للفئات المستهدفة بالمشاريع والبرامج التي أطلقتها.

توقفنا مع م. وردة عند عمل الدائرة لتوضيح مراحل العمل ثم التركيز على أهمية تصنيع وتسويق المنتجات للسيدات المستفيدات من البرامج والمشاريع.

قالت: انطلقت مشاريع وبرامج الدعم والتمكين تباعاً، حيث انطلق مشروع تمكين المرأة والحد من الفقر بين عامي 2007 -2012 ليشمل القرى الأكثر فقراً واستمر العمل ببرنامج تنمية المرأة الريفية، إن كان بالتدريب أو منح قروض متناهية الصغر لتستفيد منه /441/ سيدة بمواد زراعية وخدمية.

مع بداية الأزمة بدأ مشروع المنح المقدمة لمعيلات الأسر من ذوي الشهداء والجرحى بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بين عامي 2013 -2017 وتم تقديم /143/ مشروعاً متناهي الصغر لمعيلات ومحررات الريف الشمالي وقمنا بالتعاون مع المنظمات الدولية بمشاريع سبل العيش وكان عدد المستفيدين /24221/ بين /2014 -2019/ من خلال توزيع (دجاج ، أبقار، أغنام) ولوازم حديقة منزلية

في عام 2018 انطلق مشروع الزراعات الأسرية بدعم حكومي وبهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي  للأسر الريفية، وتحسين مستوى الدخل وبلغ عدد المستفيدات منه حتى تاريخه /8580/ أسرة موزعة على /191/ قرية قدمنا منحة تتضمن (شبكة ري بالتنقيط لأرض مساحتها 500 م2، إضافة إلى سلة بذار صيفية وشتوية تحتوي 8 أصناف)، حالياً يتم التحضير للمرحلة الرابعة للقرى التي لم تستفد سابقاً.

* وحدات تصنيع تحقق قيمة مضافة

بعد المشروع يأتي الإنتاج لنصل إلى الحلقة الأصعب وهي تسويق المنتجات، رداً على سؤال كيف يتم العمل على تسويق المنتجات؟ أوضحت مع تنوع المنتجات نشجع على التصنيع لأنه يعطي قيمة مضافة للمنتج ورفد السوق المحلية بمنتجات زراعية غذائية طبيعية عملنا على إحداث أربع وحدات تصنيع تابعة للدائرة وهي:

– وحدة تصنيع ألبان وأجبان في قبو العوامية، تشاركية مع المجتمع المحلي لاستثمار موارد ضائعة وتحقيق فرص عمل نسعى لطرح وتسويق منتج مع قيمة مضافة ولاحقاً يتحول المستفيد إلى مستثمر بنشر ثقافة العمل.

– وحدة تصنيع كونسروة وعصائر في قبو العوامية بمعدات وآلات (نصف آلي) وبطاقة طن إنتاج يومياً.

– وحدة تصنيع صابون غار ومنظفات بقرية الدالية.

– وحدة تصنيع نباتات طبية وعطرية في قرية بسين بالقرداحة مع ملاحظة توزيع الوحدات بما يناسب إنتاج المناطق بما يخدم الموارد وملاءمتها للبيئة يستفيد المجتمع المحلي ويستثمر موارده.

* التسويق:

أي إنتاج لا يتم تسهيل تسويقه سيخلق حالة من الإحباط والتراجع عند المنتج رغم وجود فروق فردية بين المنتجين بمهارات التسويق، وثقافة (ليعم الخير على الجميع دون أنانية)، والساحة مفتوحة للجميع بإطار المنافسة بمنتج يتمتع بالجودة والتغليف والتوضيب مع هوية لكسب ثقة الزبون.

أكدت م. وردة بعد الإنتاج كان لابد من إيجاد منافذ تسويق دائمة للنساء صاحبات المشاريع, لتحقيق الهدف, وديمومة الإنتاج. لذلك أحدثنا صالات بيع منتجات المرأة الريفية, وهي ثابتة في حديقة مديرية الزراعة صالة المرأة الريفية، وأخرى لمحمية الفرلق، إضافة إلى المطعم البيئي الذي يقدم الطعام من المزرعة إلى المستهلك مباشرة بأهداف: إيجاد  منافذ تسويقية دائمة لصاحبات المشاريع, وتأمين المنتج الغذائي الطبيعي والسليم بنكهة ريفية مع جودة التصنيع والتعبئة والتغليف والحفاظ على التراث وهوية الساحل السوري لتنتشر صالات منافذ التسويق في (اللاذقية- الحفة- جبلة- القرداحة) وعدد النساء المستفيدات(375) سيدة. علماً لم تأت امرأة ريفية بإنتاجها إلاّ واستقبلناها وساعدناها في التسويق عندما تحقق الشروط المطلوبة(النظافة, الجودة, التعبئة, التغليف, مع هوية المنتج) في إطار السعي أن نكون مصدر ثقة للزبائن من رواد الصالات.

فالعرض بالصالات يجب أن يحقق الشروط من مسؤولة المرأة الريفية بالقرية وصولاً إلى الصالة.

وحول تقييم الواقع بالنسبة للتسويق مع الإعلان والترويج؟

قالت: الأسعار مناسبة قياساً بالتكلفة مع الجودة وهامش ربح معقول للسيدات مع مراقبة الأسعار والمتابعة بإجراء تحاليل للمواد في مديرية التموين وبالنسبة للإعلان والترويج: هناك متابعة من وسائل إعلام محلية وعبر شبكات التواصل الاجتماعي والعلاقات. ونأمل بالعام القادم تنشيط الإعلان عبر وسائل الإعلام المتنوعة. مع الإشارة استمرار العرض بالمعارض المحلية والمركزية  بهدف الترويج والتسويق ولفتت إلى توجيه السيد محافظ اللاذقية لعرض ستاند خاص لمنتجات المرأة الريفية بصالات السورية للتجارة.

وهذا سيساهم بتوسيع شبكة منافذ البيع وازدياد المبيعات وانعكاسها إيجاباً على صاحبات المشاريع. علماً أن المبيعات جيدة, وأصبح لدينا زبائن دائمون يترددون على الصالات لشراء حاجاتهم الموجودة بالصالة بالإضافة إلى إمكانية تأمين طلبات إلى المحافظات الأخرى.

وأشارت إلى وجود لجنة لتنظيم العمل بالصالة, والربط بين المشاركات للتسويق, حيث يتم إيصال المواد إلى الصالة بالتنسيق بين اللجنة والمشاركات بالتواصل الدائم.

 

بحاجة للترويج والإعلان لنشر ثقافة جديدة

ملامح الديكور الخارجي والداخلي في صالة عرض منتجات المرأة الريفية في حديقة مديرية الزراعة باللاذقية تحمل طابعاً تراثياً مميزاً لكن غابت عنها لافتة أو(آرمة) كبيرة تلفت انتباه المارة لجذب الانتباه واكتشاف ما بداخلها بالرغم من مجاورتها للمطعم البيئي.

تدخل الصالة لتجد المنتجات موزعة على رفوف متخصصة أو في سلال من الخيزران ومنها( منظفات بأنواعها، شامبو، صابون، زيوت عطرية، نباتات عطرية وطبية,  مواد غذائية, معلبات, حبوب, بهارات, مقطرات, مجففات, تخليل زيتون ومكدوس, مربيات, خل , دبس رمان, إضافة إلى (الإكسسوارات, أشغال يدوية, مناديل حرير, خيزران) كل ما سبق إنتاج طبيعي بسواعد صاحبات المشاريع.

حسن شاب رياضي: بعد جولته في الصالة تسوّق (زهورات, شامبو, دبس خرنوب, بندق , خل) بعد الحساب, سألته, لماذا اخترت الصالة للتسوق بدلاً من المولات أو السمّان في منطقتك؟ شنّ حسن هجوما عنيفاً على ظاهرة الغش المنتشرة بالأسواق إن كان للنوعية والجودة التصنيع أو ارتفاع الأسعار, أو استيراد مواد غذائية  فيما نحن أحوج ما نكون في هذه الظروف إلى أن نأكل مما نزرع ونصنع منتجات غذائية من موارد محلية, واستغرب أن نستورد (الثوم) الصيني فيما حبة واحدة من الثوم البلدي تعطي نكهة للطعام وألذ وتوقف عند غش اللبن واللبنة بمواد كيماوية مؤذية مع تراجع الغش بالنشاء أو مواد طبيعية , لذلك تحولت العائلة إلى شراء الحليب لإعداد اللبن واللبنة وعند الحديث عن وجود مواد طبيعية بجودة عالية بالصالة أشار إلى ضرورة نشر ثقافة تناول الطعام الصحي, وسأل الموظفة بالصالة عن ( خلطة شوربة) يشتريها من الصالة, وبعد البحث وجد ( كيلو غرام ) منها اشتراها وقال : هذه خلطة من القمح والعدس بعد إضافات لها تحمل قيمة غذائية عالية وهنا استغرب من انتشار وترويج ما يطلق عليه (وجبة البلد) وقصده على ( الإندومي) وتراجع اهتمام الأمهات بغذاء الأطفال لتنشر وجبات سريعة لا تفيد صحتهم . وبالنسبة للأسعار أكد انها إن لم تكن أقل من السوق فهي تقاربها مع ارتفاع الأسعار المستمر بالسوق وأنا كمواطن وابن ريف عندما أتسوق من الصالة, أروج لمنتجات المرأة الريفية وبالمحصلة هي منتجات بلدنا وبيئتنا وتناسبنا وطبيعية بذلك أشجع وأدعم مشاريع النساء الريفيات على الاستمرار بالعمل من أجلهم ومن أجلنا مع التأكيد على شراء مواد طبيعية غير مغشوشة وليس فقط دعم المرأة الريفية وتمنى حسن أن تنتشر وتتوسع هكذا صالات في المدينة, وأن تحظى باهتمام المعنيين بالإعلان والترويج لها عبر شبكات الأخبار والصفحات المتخصصة بالإعلانات ووسائل الإعلام المتنوعة.

المدرسة فاتن من رواد الصالة, زياراتها متكررة لشراء مستلزماتها مما يتوفر بالصالة , يعيدها المكان إلى ما سرق منها بالحياة الريفية, لتتسوق مواد غذائية طبيعية حققت الثقة بالجودة لديها وأشادت بمشاريع المرأة الريفية وبرأيها من واجب المرأة أن تدعم المرأة المنتجة الباحثة عن مورد مادي يحقق لها دخلاً مادياً يحفظ كرامتها وتساعد الزوج بإعالة أسرتها في ظروفنا الصعبة. وأشارت إلى أنه من الطبيعي أن تكون أسعار المواد الطبيعية والعمل اليدوي أعلى من السوق, رغم أن الأسعار معقولة ومناسبة لكل الشرائح والتنوع بالمواد يناسب كل الأذواق, فيما هناك من يطالب بأن تكون الأسعار أقل من أسعار السوق رغم معرفتهم بارتفاع تكاليف الإنتاج والجهد والتعب والوقت والتنقل لإنتاج كميات قليلة لا تقارن بإنتاج المعامل المتوسطة أو الضخمة.

منتجات المرأة الريفية في صالات السورية للتجارة:

أشادت المهندسة حلمية منصور مسؤولة التسويق بصالات السورية للتجارة بقرار السيد محافظ اللاذقية بتخصيص جناح في صالات السورية للتجارة لعرض وتسويق منتجات المرأة الريفية, لافتة إلى أن أكثر الصالات فعالية بالتسويق ( صالة الصليبة 8 , مجمع أفاميا, صالة تشرين) إضافة إلى صالات منتشرة بمواقع أخرى بالمحافظة.

وفيما يخص إدارة الصالة وحفظ حق السيدة المنتجة بالنسبة لتسويق منتجاتها قالت: لدينا سجل مستلمات من المنتجات , وكل منتجة لها صفحة خاصة بالسجل يضم ( المنتجات , العدد, السعر,تفاصيل المنتج ومحتوياته) بالإضافة إلى سجل البيع اليومي لكل المنتجات مع سجل حسابات لكل منتجة شهرياً تستلم ثمن ما عرضت وتم بيعه وفق فاتورة. بما أن الصالة منشأة حكومية تم استثمارها بعقد استثمار وفق قانون أملاك دولة, ليتم تحصيل نسبة إيجار بسيط  على نسبة وحجم المبيع 3% لصندوق اشتراكات للصالة. فيما يصل رقم المبيعات بالصالة شهرياً نحو مليوني ليرة سورية, وهي في تحسن مستمر .

الاستمرار بالعمل بالرغم من ارتفاع تكاليف الإنتاج

المنتجة المهندسة تهامة يوسف مشاركة دائمة بعرض منتجاتها في صالة المرأة الريفية باللاذقية لم تمنعها شهادة الهندسة من البحث عن مصادر رزق تحقق لها اكتفاء مادياً في ظل أزمة فرضت على الكثيرين من أصحاب الشهادات البحث عن عمل إضافي يحفظ كرامة الإنسان, تهامة تمتلك موهبة تستثمرها بما يعود عليها بالفائدة باستثمار الوقت بعيداً توصيف واقع صعب باستمرار, رغم أن للعمل والجهد المستمر ضريبة قد تصل إلى آلام العمود الفقري والرقبة, بدأت مشوار العمل بإنتاج إكسسوارات ثم تحولت إلى إنتاج الصابون وكريمات التجميل ومؤخراً توجهت للمواد الغذائية ورأت أن احداث صالة بيع للمنتجات من أهم الإنجازات لدائرة المرأة الريفية لتكتمل الدائرة بالحلقة الأصعب وهي التسويق. منذ بداية انطلاق الصالة في عام 2017 تعرض تهامة منتجاتها, ومنها الزعتر الأخضر, فالزعتر من الجبل أو منتجات موجودة بالصالة لمشاركات والمواد الأولية من الأسواق أو المشاركات , لافتة إلى أنه مع إنتاج منتج عالي الجودة ترتفع التكاليف تبيع الكغ الواحد (10000) ل.س مع مراعاة تصنيع منتج يناسب القدرة الشرائية لكافة الشرائح ويرضي كل الأذواق وتوقفت عند تذبذب الأسعار وارتفاعها المستمر. فتسعير المنتج حسب التكلفة مع هامش ربح بسيط بعمل وجهد المرأة الريفية لا يأتي الربح موازياً لهما. ورغم الصعوبات هي ثابتة ومستمرة بالإنتاج لتأمين لقمة العيش وبكرامة.

آمنة محمد منتجة وعضو باللجنة متزوجة ولديها أبناء بدأت بالأشغال اليدوية بإنتاج حقائب وديكورات بعد مشاركتها بدورات تدريبية لكن بعد حدوث الأزمة وضيق الأحوال المادية تراجع الطلب على شراء الحقائب والأشغال اليدوية, فتحولت إلى الزراعة وخصوصاً زراعة القمح لتنتج ( طحين , برغل , شعير) مع تحسن تسويق المواد الغذائية وأخذت تعرض منتجاتها في الصالة وتسوقها بسعر معقول وهذا ما حقق لها دخلاً مادياً ساعدها في تأمين جزء من مستلزمات عائلتها.

إنعام صالح شاهين مهجرة من حلب استقرت في قرية عين البيضا, ونجحت في إطلاق مشروع عائلي بإنتاج ( الصابون والشامبو) بعد أن خضعت لدورة من دورات دائرة المرأة الريفية, وساعدها أفراد العائلة فزوجها درس الكيمياء, وابنها سنة ثالثة كيمياء بجامعة تشرين مع ولدين آخرين, إضافة إلى ما ورثته عن أمها في حلب التي كانت تعمل بإنتاج الصابون بطريقة تقليدية. لم تستسلم العائلة لظروف التهجير وطلب المعونات بل تحولت إلى عائلة منتجة لمنتجات تدر عليها دخلاً مادياً يسمح لها أن تعيش بكرامة وتؤمن مستلزماتها وتعمل السيدة إنعام على تطوير عملها مما ساعدها على الانتقال من عرض منتجاتها في الصالة إلى التسويق للمحافظات بناء على طلبات زبائن ومع فرصة العمل هذه شعرت بكيانها ووجودها ودورها ضمن العائلة كإمرأة منتجة ونجحت في تأمين مورد مالي سمح لها بتأمين مستلزمات زواج لشابين من أولادها لكنها توقفت عند معاناة تأمين العبوات وارتفاع أسعارها المستمر, بينما المواد الأولية أسعارها مقبولة برأيها, وبما أن التجارة شطارة وخبرة تسعى لتقديم عروض بالمناسبات بعبارة ( قطعة كاش وقطعة ببلاش) تحت شعار ( بيع كثير وربح قليل) .

سميرة هيفا: نتيجة الظروف الصعبة اتجهت إلى صناعة السيراميك اشتغلت بمواد أولية وأشكال متنوعة, وشاركت بمعارض عدة, في معرض الزهور تعرفت على المهندسة رباب وردة, وانتسبت لدورات المرأة الريفية, وشجعتها للعمل بشغل مناديل الحرير لتنجها وتسوقها بالصالة والمعارض لكن معاناة مستمرة حالياً من ارتفاع أسعار المواد الأولية وفقدان بعضها , وأمام ارتفاع التكاليف تضطر لرفع السعر مع قبول هامش ربح بسيط, ورغم كل ذلك لا تزال مستمر بالعمل مع مراعاة كل الأذواق والشرائح, ومع عملها بشغل قطع حرير تراثي تؤمن خيط الحرير من شعبة الحرير بمديرية الزراعة .

وداد إبراهيم

                                                           

تصفح المزيد..
آخر الأخبار