الوحدة : 6-12-2020
تعمل دائرة تنمية المرأة الريفية في مديرية زراعة اللاذقية بشكل عام ومن خلال الشعبة التابعة لها في زراعة جبلة على تنفيذ عدد من المشاريع ضمن سعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتي للأسر الريفية وتحسين الواقع المعيشي في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا من حرب وحصار اقتصادي بالإضافة لتحمل المرآة الريفية أعباء إضافية.
ركائز أساسية اعتمد عليها في تنمية المرآة الريفية من خلال الدعم في مراحل الإنتاج والتصنيع والتسويق.
الوحدة التقت مديرة شعبة المرآة الريفية في جبلة المهندسة سناء سلطان للدخول في تفاصيل هذه المشاريع وكيفية التعامل معها ومن المستفيد، والتي قالت: ساهمت مشاريع التنمية الريفية في النهوض بواقع المرآة الريفية وتحسين مستواها الاقتصادي والاجتماعي، وأدت لاكتساب المرأة الثقة بالنفس والاعتماد على الذات وتأمين مصدر دخل يؤمن حياة كريمة لها ولأسرتها بالإضافة لزيادة مهاراتها وخبراتها بالتالي تحسين مستواها الاقتصادي والاجتماعي.
وحول تحفيز المرآة الريفية ودعمها في المشاريع المقدمة لها وعدم الاستهانة بها كونها تشكل مصدر دخل لها، قالت المهندسة سلطان: من خلال تعريف المرأة بأهمية تلك المشاريع ومدى تحقيق الفائدة والربح منها وتقديم المساعدات اللوجستية الخاصة بالمشروع وتدريبها وإكسابها الخبرات اللازمة، أما بالنسبة للدراسات والخطط والمنح والمشاريع الريفية الهادفة لتحسين الواقع الاجتماعي والاقتصادي فقد حققت نجاحاً جيداً فمنحة الزراعة الأسرية وهو مشروع دعم حكومي حقق اكتفاء ذاتياً من الخضار الصيفية والشتوية وعمل على ترشيد استهلاك المياه من خلال تشغيل وحدات التصنيع الغذائي التي حولت الخضار إلى منتجات تصنيع غذائي كدبس الرمان والبندورة والفليفلة والمربيات وأمنت تسويقها في مراكز بيع منتجات المرآة الريفية محققة مصدر دخل جيد يساهم في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة وهناك عدة مشاريع خاصة تعتمد عليها النساء الريفيات كزراعة الفطر وصناعة الألبان والأجبان وغيرها حيث تحقق هذه المشاريع مصدر دخل جيداً للنساء الريفيات.
– هل حافظت المرآة الريفية على هذه المنح المقدمة والمشاريع الصغيرة كالنحل والفطر والدواجن والأغنام وغيرها أم أنها تلاشت من سنة لأخرى وكيف تم مراقبتها للحفاظ عليها وعدم ضياعها بطرق عشوائية؟
– وفي الرد على هذا السؤال قالت سلطان: بالنسبة لزراعة الفطر المحاري كانت تجربة ناجحة حيث تعلمت الكثير من النساء زراعتها واعتمدتها كمشروع خاص ومازالت بعض النساء تعتمده كمشروعها المفضل لكن هذا المشروع تراجع لعدم وجود سوق تصريف له حيث أصبح يزرع على نطاق ضيق لدى بعض الأسر الريفية ليحقق اكتفاء ذاتياً.
أما تربية الدجاج فبعض المشاريع مستمرة وبعضها تلاشى بسبب المرض أو لعدم إمكانية تقديم العلف الخاص بتربية الدجاج البياض والاكتفاء بتقديم بقايا الطعام المنزلي.
وبالنسبة لتربية النحل يوجد بعض المشاريع مستمرة وجيدة وبعضها تراجع بسبب الأمراض أو عدم إمكانية نقلها إلى أماكن وجود المرعى وخاصة في بداية الأزمة وبعضها تعرض للحرائق.
أما فيما يتعلق بمراقبة هذه المشاريع فقد كانت هناك جولات ميدانية على هذه المشاريع من قبل مختصين للإشراف عليها وتقديم النصائح اللازمة.
– كيف يتم تقديم المشاريع الصغيرة إلى المرآة الريفية علماً هناك شكاوي كثيرة لعدم توزيع الحصص بالإضافة لعدم توزيع بذار صيفية وشتوية لمستحقيها الفعليين أي هناك محسوبيات كثيرة وتميز بطريقة التوزيع، وفي الرد قالت: عند تقديم أي منحة تشكل لجان محلية من القرية بالتعاون مع مهندسة المرأة الريفية ومهندس القرية ويرأس تلك اللجنة رئيس الوحدة الإرشادية التابعة له تلك القرية وتوضع الأسماء المحققة للشروط والأولوية تكون لأسر الشهداء والمصابين ومعيلات الأسر الفقيرة.
فيما يتعلق بالشكاوي الفردية ترفع الأسماء إلى الوحدة الإرشادية التابعة لها تلك الأسماء للدارسة والتأكد من شروط استحقاقهم المنحة كوجود أرض بقرب المنزل ومصدر ماء وفي حال توفر الشروط ندرج الأسماء في منحة لاحقة.
– في هذه الظروف الصعبة والحرجة ما هي التسهيلات التي يمكن تقديمها من مستلزمات الإنتاج النباتي والحيواني وفق ضوابط وشروط من شانها الحفاظ على هذه البرامج.
تقول سلطان: تقدم المستلزمات والتسهيلات حسب نوع الزراعة مثلاً الزيتون يفضل ان يقدم له دواء لمكافحة مرض عين الطاووس لعدم إمكانية شرائه ولكون هذا المرض منتشر في معظم أشجار الزيتون ويؤثر على الإنتاج بالإضافة لتخفيض قيمة الأسمدة بشكل عام الخاصة بالإنتاج النباتي وتخفيض قيمة الأعلاف التي تزداد قيمتها يوماً بعد يوم بالإضافة لتقديم قروض ميسرة لشراء الأبقار، وتابعت سلطان حديثها بأن الكثير من النساء يعملن بمشاريع خاصة ووحدات التصنيع أعطت نتائج جيدة وبإذن الله هناك مشاريع مستقبلية، ويمكن تأهيل وتحسين قدرات المرآة الريفية لرفع مستوى الوضع المادي والاجتماعي لها من خلال تدريبها وإعطائها الخبرات اللازمة وتسليط الضوء على المشاريع الناجحة والمميزة وتقديم المساعدات والقروض الميسرة.
وفي متابعة لهذا الموضوع لكي نكون أقرب إلى من هم على صلة مباشرة مع المرأة الريفية كان لنا لقاء مع المسؤولة المباشرة عنها رئيسة الوحدة الإرشادية في قرية سيانو المهندسة رؤى ديوب فقالت: مشروع التنمية الريفية مشروع حكومي على مستوى القطر هدفه تنمية الريف السوري وتحقيق الاكتفاء الذاتي له فهو يعد مصدر الإنتاج كباقي أجزاء البلد.
مشروع التنمية الريفية مشروع رائد على مستوى القطر هدفه تطوير إمكانيات المرأة الريفية التي لا تملك دخلاً لها أو لديها اكتفاء ذاتي أو دعم لعملها الذي تقوم به.
بالنسبة للمشاريع الصغيرة رأس مالها بسيط دخلها جيد إمكانياتها متوفرة تحقق الاكتفاء الذاتي لهذه الأسرة.
– كيف يمكن تحفيز المرأة الريفية ودعمها في المشاريع المقدمة لها والتي غالباً ما تكون عن طريق مشاريع صغيرة؟
رئيسة الوحدة: يمكن منحها وتستعين قدرتها من خلال دورات تدريبية وتأمين مستلزمات العمل، والدعم المادي ويمكن تحفيز المرآة من خلال استقرار الدعم والتشجيع وزيادة مهاراتها من خلال دورات تدريبية وندوات وبذلك ندعمها مادياً ومعنوياً.
– هل استمرت هذه المنح المقدمة والمشاريع الصغيرة كالنحل والدواجن والأبقار والأغنام أم تلاشت من سنة لأخرى وكيف تتم مراقبتها للحفاظ عليها وعدم ضياعها؟
وفي الإجابة بينت ديوب: المرأة الريفية حققت اكتفاء ذاتياً لعدد كبير من العائلات الريفية وتأمين دخل إضافي مع تطوير إمكاناتهم ودعمهم لمتابعة العمل ويمكن المحافظة على هذه المنح من خلال المتابعة ورغبة المزارعات النشيطات بالعمل ومتابعته وتطويره ومراقبته وفق برنامج يوضع من الجهة الرسمية والجهة المنظمة والممولة للمشروع.
– هناك شكاوي كثيرة من نساء لا يصلهم أي نوع من أنواع البذار صيفية أو شتوية كيف يتم التعامل معها؟
رئيسة الوحدة: بالنسبة لقطاع الوحدة الإرشادية في سيانو لا توجد شكاوي، توجد مطالبات بتوفير فرص أكثر حيث يتم تقييم سنوي ورفع عدد الأسر المستحقة للدعم ولكن عدد المنح الموزعة لا تكون كافية لتغطي العدد الكلي، أما بالنسبة لمن لم يأت اسمها بهذه المنح يتم تدوين هذه الأسماء واستدراكها بمنح قادمة، أما فيما يتعلق بتأمين مستلزمات الإنتاج يتم تأمنيها بمنح مادية وعينية كالسماد والبذار.
– ماذا حققت البرامج الحالية للمرأة الريفية وهل هناك مشاريع مستقبلية وكيف يمكن تحسين قدرات المرآة الريفية من اجل رفع مستواها الاقتصادي والاجتماعي؟
المهندسة رؤى: هذه المشاريع حققت اكتفاء ذاتياً وخبرة إضافية لكثير من المزروعات حيث لدينا مشاريع مستمرة حتى أكثر من مشروع كالفطر المحاري ووحدة تصنيع سيانو كلها مشاريع ثم دعم الزراعات من قبل الجهات المعنية وقمنا كوحدة إرشادية بالإشراف عليها ودراسة وضع لمن سيتم منحهم وكانت لمن يعيشون ظروفاً اقتصادية واجتماعية صعبة فهم يستحقون الاستفادة من الفرص والمنح وأيضاً رغبتهم في العمل وتطويره حيث أن أغلب المطالبين بالاستفادة لا توجد لديهم رغبة في العمل أو تطويره ويعتبرون المساعدة مادية فقط وتنتهي بانتهاء المدة المحددة وهذا خطأ الهدف منها هو ديمومة العمل وتطويره من بعد غياب الدعم لأنها فرصة لتحقيق اكتفاء ذاتي.
تابعنا عملنا وبرفقة رئيسة الوحدة الإرشادية في سيانو قمنا بزيارة وحدة التصنيع الغذائي في قرية سيانو وأعطتنا فكرة عنها المهندسة فقالت: هي عبارة عن منحة مقدمة من اتحاد غرف الزراعة ووزارة الزراعة ومنظمة (wfp ) تم اختيارنا كقرية من قبل الجهة الممولة للمشروع ويتم تحديد القرية وتفاصيل المنحة كاملة نحن علينا فقط اختيار المستفيدة حاولنا قدر الإمكان اختيار المستفيدات من هم بحاجة ضمن ظروف مادية واجتماعية معينة للمنحة فعلاً.
طبعاً هذه المنحة حصلنا عليها تقريباً من عام استلمنا المواد من (براد، طاولة كبيرة، غاز عدد ٢، أداة للتجفيف، خلاط كهربائي، ماكينة طحن لحمة) يتابعن أعمالهن في بيوتهن وفي نهاية الأمر المردود المادي يكون لهن وحدهن أي الجهة الممولة هي من وضعت حجر الأساس لهذا المشروع ومدته خمس سنوات.
هناك استمرارية في المنح لكن تتغير المستفيدات منها في مكان آخر حالياً في الوحدة الإرشادية في عين شقاق يتم التجهيز لوحدة تصنيع.
جميع المنح التي قدمت إذا لم يكن رغبة لدى المزارع أو المستفيدة من المنح لا يمكن الاستمرارية في العمل.
وأثناء وجودنا في وحدة التصنيع الغذائي في سيانو التقينا بعض المشاركات فيها..
السيدة بشرى عبدالله: وحدة التصنيع مشروع زراعي بإشراف مديرية الزراعة والوحدة الإرشادية هذا المشروع حقق لنا دعماً مادياً ومعنوياً وهو نافذة لتسويق إنتاجنا وعندنا أكثر من منفذ لتسويق منتجاتنا الريفية في المركز الريفي في جبلة والسوق الشعبي أيضاً في جبلة وهناك إقبال من قبل الإخوة المواطنين.
أما بالنسبة لمشروع الفطر من خمس سنوات أتت منحة على الوحدة الإرشادية وأنا لست من ضمن المستفيدات من المنحة على الرغم تم عرضه علي وأنا رفضت بداية لكن عندي مشاهدتي له عند جارتي أعجبتني الفكرة تابعت الموضوع وبدأت العمل به وكانت بدايتي بنصف ليتر بذار من الفطر ونجحت التجربة وبدأت بزيادة كمية البذار بالتدريج ليتر ليترين إلى أن وصلت إلى (٣٠) ليتراً من البذار، أحببت المشروع وأعطيته كل وقتي وعملي بالنسبة للتسويق مباشرة للمواطن وفي حال زاد الإنتاج أقوم بتخزين الفطر بأوعية خاصة كالمخلل ويحافظ على وضعه مخللاً لمدة سنتين، أنصح كل مرآة ريفية مهما كانت المساحة صغيرة عندها بإمكانها العمل بزراعة فطر المحار فهو مفيد جداً من الناحية الصحية طبيعي لا يحتوي أي مواد كيماوية.
خلطة زراعته تعتمد على (تبن، كلس، بذار) ويتم تعقيمه على النار المبيدات الكيماوية لا نستخدمها نهائياً والأسمدة قيمته الغذائية مرتفعة جداً سعر الكيلو من (٢٠٠٠- ٣٥٠٠) أخضر مخلل لكن في حال ارتفع سعر شراء المواد الأولية سيكون ارتفاع سعر المبيع، أقوم بشراء المواد على نفقتي الخاصة.
أتمنى أن يتم تقديم مساعدة لي لتوسيع نطاق عملي أكثر، حلمي أن تكون لدي منشأة صغيرة لزراعة الفطر.
السيدة أمل داوؤد من وحدة تصنيع سيانو: تم دعمنا بالأدوات الموجودة أقوم بتعبئة ورق عنب ملوخية مخللات أي عملي بالمواد حسب الموسم الذي نكون فيه والحمد لله هناك تسويق مريح حقق لي ولأسرتي مردوداً مادياً يساعدنا في حياتنا اليومية.
لمي علي وحدة تصنيع سيانو: استفدنا من هذه الوحدة قدمت لنا الدعم بالأدوات عملي بتصنيع المخللات، زيتون، مكدوس، والحمد لله هناك سوق تسويق محلي حقق لي ولأسرتي مردوداً اقتصادياً مريح، أنصح كل سيدة العمل في هذا المجال لأنه يضمن لها مستوى معيشياً جيداً.
خضعنا لدورة تدريبية في بداية الأمر واكتسبنا الخبرة في صناعة الصابون ودبس الرمان وزراعة الرمان وزراعة الفطر.
هدفنا من هذه الوحدة هو ليس التصنيع وتجميعه بل على العكس كل كمية نقوم بإنتاجها مباشرة نعرضها للبيع والحمد لله لاقينا إقبالاً عليها من قبل المواطنين، الوسيط ملغى وأسعارنا منافسة لأسعار السوق.
غانه عجيب