الكهرباء نبض الحياة والجميع يتمنى استقرارها وعودتها إلى حالتها الصحية

الوحدة: 30- 11- 2020

 

تعتبر الكهرباء عصب الحياة العصرية وقد أصبحت من الأساسيات التي يعتمد عليها الإنسان في  جميع شؤون حياته وأعماله، وقد فتحت الآفاق أمام المجتمعات جميعها للتطور في كافة جوانب الحياة ومجالاتها الاقتصادية والتعليمية والصناعية والزراعية والتجارية والاجتماعية بحيث أصبح من المستحيل الاستغناء عنها أو النجاح بأي مجال بدونها.

وللاطلاع على الواقع العام للكهرباء في منطقة القرداحة ووضع الشبكات الكهربائية فيها وكيفية  التعامل مع التعديات على الشبكة والاستجرار غير القانوني وكل ما يخص هذا الجانب في حياة المواطنين في منطقة القرداحة التقينا المهندس مازن حمامة رئيس قسم كهرباء القرداحة والذي تفضل بالإجابة مشكوراً على كافة هذه الأسئلة.

بيّن المهندس حمامة أن المنطقة تتغذى كهربائياً من محطة تحويل القرداحة الواقعة بالقرب من الملعب ومحطة تحويل القبو حيث يوجد في المحطة الأولى ١٨ مخرجاً متوسطاً لتغذية المدينة والريف بالإضافة إلى خط عين العروس من محطة تحويل القبو والذي يغذي الكثير من القرى الساحلية الواقعة غرب مدينة القرداحة كهربائياً، ويتبع للقسم ثلاثة مراكز للصيانة: مركز حرف المسيترة ومركز جوبة برغال بالإضافة إلى مركز الفاخورة، ويبلغ عدد المحولات التابعة للقسم ٤٨٠ مركز تحويل، كما ويوجد سبعة مراكز لتسديد الفاتورة، اثنان منها ضمن المدينة والخمسة الباقية تتوزع ضمن الريف وتتوضع ضمن المراكز الهاتفية الموزعة في المنطقة وذلك  لتوفير الوقت والجهد على المواطنين أثناء تسديد ما يترتب عليهم من مستحقات وفواتير للكهرباء، وأضاف: يتم قبول اشتراك لأي منزل في المناطق المنظمة وغير المنظمة على ألا يزيد بعده عن مركز التحويل ٨٠٠ متر في حال كان بحاجة لتوسع شبكة، فإذا كان بحاجة لتوسع ضمن المخطط التنظيمي فإنه يسدد قيمة التوسع بعد حسم ٥٠ ٪ من التكاليف الكلية، بينما إذا كان خارج المخطط يدفع التكاليف كاملة بدون حسم على ألا يزيد  بعده عن مركز التحويل عن٨٠٠ متر.

وأضاف: يوجد في قسم كهرباء القرداحة ٣٢٥٠٠ مشترك بمختلف أنواع العدادات  حيث يركب عند الاشتراك للمنزل عداد أحادي منزلي باستطاعة عظمى ٨  كيلو واط وباستطاعة ٤٠ أمبير، وللعداد الثلاثي المنزلي عداد ثلاثي الطور حتى ٢٠ أمبير، ويتم تركيب العدادات لأسر الشهداء والجرحى والمصابين بعجز من ٤٠ % وما فوق مجاناً، وتخضع هذه العدادات لنظام الشرائح المدعومة حتى ٢٠٠٠ كيلو واط، ونقوم برفع الاستطاعات لمراكز التحويل حسب توفر المحولات وعند ازدياد الحمولات مما يخفف من هبوط الجهد وضعف التوتر، وحول التعديات على الشبكة أجابنا المهندس حمامة بأنه يتم التعامل مع التعديات من خلال لجان خاصة  محلفة ومعتمدة من قبل الشركة وتنظم الضبوط أصولاً بحق المخالفين وفق الأسس والقوانين  المعتمدة في لجان الضابطة العدلية، وتسدد القيم أصولاً، وفي حال لم يتم التسديد يحال إلى القضاء المختص وتتم مصادرة أدوات السرقة.

وحول إمكانية تحويل الشبكات الكهربائية الهوائية إلى أرضية فقد لفت إلى أنه لا توجد خطط لتحويل الشبكات الهوائية إلى أرضية في الوقت الحالي لتكلفتها العالية وخاصة في ظل ظروف الحرب والحصار الاقتصادي على البلاد وأشار إلى أنه يوجد ضمن المدينة شبكة كهرباء أرضية منفذة  منذ أكثر من عشر سنوات بطول حوالى ٢٠ كم مع بقاء بعض أحياء المدينة التي لم يتم استبدال شبكاتها الى ارضية إلى الآن لعدم وجود الإمكانية لذلك.

وبخصوص الصيانة فانه يتم إجراء الصيانة بالإمكانيات المتاحة وحسب توفر المواد والاعتمادات، وأكد حمامة على الجهود الكبيرة التي يقوم بها الجميع للحد من تعرض بعض الشبكات للسرقة في بعض القرى وما ينتج عنها من أذى للمواطنين وعمال الصيانة معاً، والعمل على تأمين البديل للشبكات المسروقة.

كما وشاركنا الحديث المهندس بلال زاهر رئيس دائرة المشتركين في قسم كهرباء القرداحة قائلاً:  بالنسبة للفواتير تحسب على القيم التي يسجلها العداد وهو إما الكتروني أو ميكانيكي بحيث يتم التعديل للعدادات العاطلة والمشكوك بأمرها، وفي حال وجود خطأ بأي فاتورة تتم العودة إلى دفاتر التأشير ومقارنة القراءات أصولاً ويعاد النظر في الفاتورة  إن وجد أي خطأ، وأضاف: يحتاج القسم إلى ٤٥٠٠ عداد لتركيبها للمشتركين ويتم العمل حالياً على تأمينها، كما ويحتاج إلى ١٢٠ كم كابل منخفض مقطعه (٢× ١٠ ) مم  مربع ألمنيوم  وفيما يخص قسم المخالفات فقد لفت المهندس زاهر  بأنه لا توجد ضابطة عدلية في القسم وهي تتبع لمديرية مراقبة الشبكات والعدادات بحيث يتم تنظيم مهمات عمل للعناصر  قبل القيام بأي عمل.

وفيما يخص التعامل مع المنشآت والورش الحرفية والمنشآت الزراعية فيتم التعامل معها أصولاً وحسب نظام الاستثمار المعتمد لدينا وتعتمد تسعيرة مخفضة للقطاع الزراعي والحيواني.

أما بالنسبة للصيانة فقد ذكر أنه يوجد خطة سنوية للقسم مقترحة وهي بالحدود الدنيا لتركيب مراكز تحويل جديدة في القرى التابعة للقسم ولم ينفذ منها أي دراسة معتمدة أصولاً.

وفيما يخص قسم الطوارئ  فإنه يقوم بالإصلاح في حال حدوث الأعطال على شبكات التوتر المتوسط الأرضية والهوائية، أيضاً تقوم ورشات الطوارئ بأعمال الصيانة الدورية لإصلاح خطوط التوتر المنخفض، بالإضافة إلى ورشة الكابلات وورشة صيانة المراكز وورشة المنخفض…

كما وأجرينا بعض اللقاءات مع العديد من المواطنين وسؤالهم حول واقع الكهرباء والفواتير المترتبة عليهم حيث أجابنا هيثم البيطار صاحب محل عطورات ومكياجات في القرداحة قائلاً:  نتمنى أن يتم تطبيق نظام الشرائح على العداد التجاري كما المنزلي لأنه نظام عادل للصرف أو الدفع،  مثلاً أن أحاسب أول مئة كيلو ب ٢٠ ليرة للكيلو وثاني مئة كيلو ب ٣٠ ليرة وثالث مئة كيلو ب ٤٠ليرة للكيلو وإذا أرادوا أن يأخذوا زيادة فليأخذوا مثلاً بعد ٤٠٠ كيلو ٦٠ ليرة وبهذا النظام ستقل السرقة كثيراً ويعود بالفائدة على المحلات التجارية الصغيرة والتي وضعها ضعيف ويعامل أصحابها وكأنهم أصحاب رؤوس أموال، أما المحلات الكبيرة والتي تمتلئ بالبرادات والمكيفات فأصحابها يدفعون دون أن تفرق معهم أو تؤثر عليهم.

وقال  ضاحي إسبر صاحب محل ألمنيوم في قرية بحوريا: في المحل ساعة تريفاز ونتمنى أن يخففوا من تقنين الكهرباء ضمن أوقات العمل حتى نستطيع الانتهاء من الأعمال المطلوبة منا وعندها تكون الفاتورة عادية ولو أنها ليست مدعومة كالكهرباء المنزلية أو أن يتم تخصيص مازوت مدعوم لأصحاب المحلات الحرفية ولو بشكل رمزي لأن (بحصة بتسند جرة) حيث أننا في المحل ننجز كافة أعمالنا على المولدة وهذا ما يرهق كاهلنا وكاهل أصحاب الطلبيات.

فيما رأى  مضر مرهج من قرية ديرحنا وهو صاحب معمل بلوك أن العداد الصناعي مكلف خلال تركيبه ومكلف أكثر أثناء دفع الفواتير حيث أن أي فاتورة للمعمل ورغم تقنين الكهرباء لا تقل عن ٤٠ ألف ليرة سورية وأضاف: حالياً توقف العمل بسبب ساعات التقنين الطويلة وهذا ما انعكس سلباً على العمال ومعهم عائلاتهم حيث يعتمد على المعمل خمسة عائلات في تأمين معيشتهم اليومية ولا شيء يحل هذا الإشكال إلا استقرار الكهرباء وخاصة في أوقات العمل الصباحية. 

أيضاً قال  سنان جورية نجار موبيليا من قرية عين العروس بأن العمل متوقف وأن المولدة لا تشغل آلات المنشرة الضخمة وأكد أن الفاتورة عادية ومنصفة فيما لو كانت الكهرباء مستقرة والعمل يتم على أحسن وجه.

غيداء أسعد ربة منزل قالت: الفاتورة مقارنة بكل هذا الغلاء مرضية ومنصفة وخاصة أن كل أعمال المنزل في وقتنا هذا مقترنة بالكهرباء من طبخ وحمام وغسيل وتنظيف وكوي وتعبئة المياه، وحتى الدراسة والمناهج الجديدة وبالتقنيات الحديثة تحتاج للكهرباء ولا تتم بدونها ولا نستطيع الاستغناء عنها في كل مجالات حياتنا وسائر أعمالنا وشؤوننا.

وفي ختام جولتنا ولقاءاتنا ونحن نعلم صعوبة الوضع الذي نحن فيه ولكننا ندعو ونتمنى أن يتم دعم القطاع الكهربائي بطريقة مدروسة وجدية أكثر وتتناسب مع المواطنين في منازلهم والحرفيين والصناعيين وأصحاب المحلات والذين ارتبط عملهم ونشاطهم ارتباطاً وثيقاً به ولا يتم من دونه حتى لا يأتي يوم وتتوقف عجلة العمل عن الدوران.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار