عين قطعة.. درة خضراء حالمة بمطالب خدمية وتنموية ريفية محقة

الوحدة 3-11-2020 

 

 

بين السفح والجبل تتوسد قرية عين قطعة الهضاب الخضراء المزدانة بأشجار البلوط  القديمة الدائمة الخضرة والتي تقع ضمن غابة الشيخ نجم ويقدر عمرها بـ ٦٠٠ سنة ويزيد قطرها عن أربعة أمتار.

يعمل أهلها بالزراعة، وفي مثل هذه الأيام من كل عام يقضون بجدٍ أوقاتهم وسط كروم الزيتون لقطف ثمار الزيتون واستخراج زيتها.  

وتعد (عين قطعة) إحدى قرى بيت ياشوط القرية الوادعة بأجوائها وكذلك الراسخة بتقاليدها وأصالتها والتي يتطلع سكانها إلى تحسين خدماتها وإطلاق مشروع المرأة الريفية فيها لاسيما أن نساء القرية لديهن الكثير من الجد والاهتمام بالمهن الريفية ويواظبن على صناعة المنتجات المنزلية المحلية من مكدوس وزيتون والتين المجفف والحنطة والشنكليش ومنتجات ريفية أخرى.

مطالب أهل القرية

التقينا عدداً من أهالي قرية عين قطعة  الذين لخصوا لنا مطالب أهل القرية:

تفتقر قرية عين قطعة إلى أبسط  المقومات الخدمية حيث يفتقد خط السير إلى سرفيس ولا يخدم القرية حالياً سوى سرفيس قرية درميني الذي بالكاد يعرج على قرية عين قطعة مرتين الأولى صباحاً والثانية ظهراً، لذا من أهم المطالب الخدمية تخديمها بخط سير بيت ياشوط .

كما تعاني القرية من شح المياه، فمياه السن تروي القرية أسبوعياً ولمدة ساعة أو ساعتين فقط ، وهناك نبع يسمى (عين التحتين) متوسط الغزارة، على الأغلب يتعرض للتلوث بمياه المجاري مؤكدين على ضرورة إجراء دراسة حوله وحصر مياهه بخزان كبير لأغراض الزراعة على الأقل لأن المياه تذهب هدراً.

وأشاروا إلى حاجة القرية أيضاً لإنشاء بئر ارتوازي يسقي أراضيها وعلى وجه التحديد بموقع عين الريحانة.

وتابعوا: تم بناء مبرة بتبرع من أهل الخير في قريتنا، وهو مؤلف من ثلاثة طوابق تم تخصيص طابق منها على أن يكون نقطة طبية، لكن البناء حالياً مازال على الهيكل وهو بحاجة إلى التجهيز والتخديم آملين من الجهات المعنية الاهتمام الجاد.

كما أشاروا إلى أن شبكة الهاتف قديمة جداً علماً أن تبعد القرية تبعد حوالي 3 إلى ٤ كيلو مترات عن مركز هاتف بيت ياشوط وكذلك عن مقسم حمام القراحلة ورغم ذلك لا تتوافر خدمة الأنترنت بالقرية.

وذكروا أن القرية طالتها الحرائق مؤخراً ما يزيد عن ٨٠ دونماً من أراضي القرية مع أراضي درميني الملاصقة للقرية وللعلم أنها مخدمة بطرق زراعية لكنها تحتاج إلى التعبيد.

ونوهوا بوجود مدرسة ابتدائية في القرية لكن يتطلع أهل القرية إلى افتتاح المرحلة الإعدادية  فيها وكذلك إنشاء مدرسة للمرحلة الثانوية تخدم عدة تجمعات سكانية: عين قطعة وجوفين وعين سالم ولاسيما أن عدد السكان قرية عين قطعة وحدها غير كبير حوالي 1500 نسمة.

كما أكدوا على أهمية التشجيع على إقامة مشروع سياحي باعتبار القرية تمتلك أهم موقع سياحي بالمنطقة بإطلالتها المتفردة التي تجمع بالنظر من أعالي جبال بيت ياشوط شرقاً حتى جبل الأقرع شمالاً وتطل عين الناظر من بداية شاطئ ساحل البحر في اللاذقية حتى بداية بانياس.

القرية في التراث الشعبي

يقول السيد نبيل عجمية الباحث في التراث الشعبي: تعد (عين قطعة) من أقدم القرى الجبلية الساحلية ومعنى اسمها (القطْعَةُ: الحصَّة من الشيءِ) فهي قطعة من قرى بيت ياشوط، تبعد عن  مركز ناحية بيت ياشوط حوالي 3كيلو مترات وعن مدينة جبلة ٢٢ كم, وتتداخل بيوتها مع بيوت قرية درميني، ترتفع عن سطح البحر حوالي (550) م وهي محاطة بمجموعة من القرى حيث تحدها من الجنوب قريتا بشراغي ودرميني ومن الشرق بيت ياشوط بينما تكون قرية جوب ياشوط على حدودها الغربية وقريتا الفتيح وجوفين وعين سالم على حدودها الشمالية.

تمتد كروم الزيتون على مد النظر فهي الأشجار الأكثر انتشاراً، وفي حارات القرية وبالقرب من عيون الماء تكثر أشجار الجوز والتين والرمان وعرائش العنب والمراب (فاكهة من فصيلة الإجاص) وفي حواكيرها ما لذ وطاب من الخضراوات إلى جانب  تربية الدجاج والأبقار.

بنيت المدرسة الأولى فيها منذ أكثر من عقدين من الزمن وهي بناء حديث على مساحة دونمين من الأرض تبرع بها أحد أبناء القرية.

وللقرية تاريخ قديم وفيها الكثير من الخرائب (خربة) من أثار الماضي السحيق وفيها ناووس لا يزال على حاله منذ القدم ومن الجدير بالذكر أن مسجد الحسين عليه السلام  في عين قيطة الذي شيد بإشراف القاضي الشيخ عبد اللطيف سعود في العام 1947.

وبدوره السيد علي الدكر مختار القرية  أكد على أن القرية تعاني من شح في مياه الشرب بسبب عدم صيانة شبكات الري كما أن القرية تعاني من نقص شديد في المواصلات.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار