زيارة كحّلت عيون بكت هول الفاجعة.. أجزاء من طبيعة جميلة حسناء أصابها تصحّر قسري

الوحدة: 19- 10- 2020

 

مشاهد ومناظر لجبال وتلال وأودية تدمي القلب، وكما يقال (الشوف غير الحكي) مهما قيل وسيُقال لم تف تلك الجروح المدملة حقها بالتعبير، فقط باتجاه طريق البسيط وجوانبه المنكسرة في بللوران، مشهد لسواد حالك كلّل تلك المساحات الكبيرة هذا يعطي مقدمة بسيطة عن حجم الكارثة (التسونامية) التي لحقت بطبيعة كانت ساحرة غنّاء بكل المقاييس والمعاني، ومن المؤكد أن هذا الكم الكبير من السواد لن يمرّ مرور الكرام شئنا أم أبينا، ولكن في أوقات قد لا تخطر على بال كبار علماء البيئة والعلوم الطبيعية، فهناك خلل بيئي قد حصل كان مقصوداً أم لا، والكارثة قد وقعت لا محالة، وفي ظلّ وضع بلد أنهكتها الحروب والعقوبات العالمية الظالمة ولا زالت إلى الحين تحارب أنجاس الأرض من الإرهابيين هذه الكارثة فوق طاقتها حتى ولو تضافرت معها جهود جميع المنظمات والهيئات الدولية والإغاثية ، لقد تغيّرت ملامح الطبيعة، حدث أشبه بزلزال دمّر ما اكتُنز لمئات السنين من أشجار معمّرة ومحميات، والعلم عند الله ما تم حصاره وشواؤه من حيوانات مع عائلاتها كان همّها الأكبر هو الاختباء واللجوء إلى تلك الغابات، فهذه الطبيعة الخضراء هي الرئة والمنفسة الطبيعية للحياة البشرية والكائنات الأخرى ومن الطبيعي أن تتم دراسة هذه الحالة وتأثيراتها من جميع الجوانب فقد أُفرغت من محتوياتها بشكل قسري، وهذا التصّحر المفاجئ لا بد وأن يكون له انعكاسات سلبية على البيئة بشكل عام والصحة العامة أيضاً، والقيام بما يلزم لتعويض النقص الذي حصل بأسرع وقت ممكن، أما ونحن مقبلون على موسم الشتاء والعطاء يجب القيام بثورة لتشجير كل شبر من الأراضي سواء تعرضت للحريق أم أنها كانت بوراً، والقيام بتأهيل التربة وتسويتها بطرق حديثة والعمل على غرس الأشجار التي تعود بالنفع للفلاح والدولة كأشجار الكستناء والصنوبر الثمري وحتى غرس الأشجار الاستوائية التي تتلاءم مع التربة والطبيعة المنكوبة، أما جذوع الأشجار التي لم تلتهمها النيران فيمكن الاستفادة منها سواء بعمليات النجارة أو للتدفئة وتسهيل أمور الفلاحين المالكين لهذه المخلفات المحروقة سواء بتصريفها تجارياً أو القيام بتجميعها للاستفادة منها في أمور حياتية أخرى ، لذلك لا بد من استنفار المعنيين بهذا الشأن ابتداء من رأس الهرم الحكومي وبالتحديد من وزارة الزراعة مروراً بمديريتها وكل التابعين لها من دوائر زراعة وصولاً إلى الفلاحين لتقديم المعونة والمشورة بما يلزم لإعادة هيكلة الغابات المحروقة وكذلك أراضي الفلاحين ومزروعاتهم.

وكانت زيارة سيد الوطن لتلك المناطق بلسماً حقيقياً لنفوس فلاحين تحطمت آمالهم على ألسنة النيران، زيارة أنست الجميع هول الكارثة وأعادت الأمل والتفاؤل إلى القلوب المنكسرة، أعادت النبض إلى العروق عندما جال على جميع المناطق المنكوبة، حيث أعطى الأمل بعودة الحياة لتلك البقاع وتعويض كل فلاح أصابت أملاكه النيران، وأكد أن الدولة ستتحمل العبء الأكبر لدعم العائلات التي فقدت أرزاقها، وأن الحكومة ستقدم الدعم المادي والتقني لإعادة الحياة للمناطق التي تعرضت للحرائق في مختلف المناطق السورية والجزء الأساسي سيكون دعم مادي لتتمكن العائلات من البقاء في أراضيها واستثمارها.

فكانت أفكاره وطروحاته عنوان عريض لعمل جماعي يعيد الألق والنور إلى أراض وقلوب حزينة حطّمها السواد والرماد والجهل في التكيف مع الكوارث.

سليمان حسين

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار