الوحدة: 24-8 -2020
الاشتغال بالكتابة الإبداعية من شعر وقصة ورواية وسواها ليس قراراً يُتَّخذ أو خياراً ذاتياً، إنما هو حالة تأخذنا دون حتى إذن منا، تحلق بنا بعيداً في فضاءات من الجمال الكلي والحلم..
نانسي عزام.. شابة مجتهدة وجميلة ومبدعة، عقدت تحالفاً عميقاً مع كل عناوين الدهشة والروعة والبهاء، حاصلة على إجازة في الأدب الفرنسي من جامعة دمشق، كتبت روايتها الأولى (معزوفة حلم) المختارة في مسابقة سوريانا، تكتب القصيدة النثرية التي تعشقها وتعتبرها المعبر الحقيقي عن قصيدة العصر الشعرية، شاركت في ديوان عربي مشترك بعدد من نصوصها المختارة الجميلة، تملك لغة شفيفة رقيقة وخيالاً قادراً على التحليق والطيران ورسم مدارات غاية في الروعة والبهاء والنقاء الكلي، استعاضت عن الريشة بالكلمات، وهي ترسم عالمها المكتظ بكل عناوين الإبداع الحقيقي الذي لا يشبه إلا ذاتها، وهي الأديبة الرقيقة والمثقفة الكبيرة، وصاحبة الاهتمام الكبير بالقضايا الإنسانية والاجتماعية، من نصوصها الجميلة نقرأ:
إن أنا تخليت عن هذا الشغف المخملي
في العشق
سأعيش كالتائه في صحراء الوجد
لذا لا تدعني…
لا تدع يدي تتهاوى في غياهب عبثية….
فالبرهة معك أبد… أبد سعادة راحلة إلى الأزل….
ابق معي… فبقاؤك تكرار للغبطة…
كنشوة أول نظرة..
أول حب… أول لحظة…
ابق.. ليزهر التوليب في فوضى الأسامي والعناوين….
أنت هي تلك الفوضى التي تبعثر كل شيء سواك
لا تدعني… بلا نجومك ستضمحل كلماتي..
ويعتصر الألم جميع أوقاتي…
أنت في قصيدتي اللازمة….
لك المقدمة ولك الختام… وما بينهما
لا فرار منك…..
أكتبك إيحاء يسبي الدمعة من مقلها ويأسرها في غيوم ناءت بعيداً بعيداً…
يرسمني ليلاً.. نجمة بلا أحزان..
بلا شجون ليشرق فجرآ بلا دموع….!
د. رفيف هلال