بين الشط والجبل…كان من بعض جنوني

العدد 9301

الأربعاء 27 شبــاط 2019

على تخوم الأفق، ترقبك النجوم، فتغفو على الشفاه التمتمات النافرات، وراح يندّي على لماك البيان.
أيتها المطلولة بالندى، صار هواك حديث العشاق، وبوح القلوب، ودمع المقل.
***
حينما غادرتني، تركتني نهب الشجون، يكفنني الشوق بنهداته، ويحملني إليك تلهّفي، وبقيت خلف توجسي أفترش سهادي مثلما يفترش الغمام الصباح.
أعيد ترتيب خطواتي، ثمة كوكبٌ يحوم على ضفة رغيف يتشهاها فم فاغر، فترتمي الشهوة جيشاً من عيون فأمدد رغائبي على رهج الكهولة، مستعيراً مزامير الطفولة، وأغنية راعٍ يحدو غنماته إلى السفح القريب ويرسل مواويله الحزينة.
***
بعثرني الفيء على طلول الأماني، وأوجعني شدو نايٍ تكسّر غناؤه وراح يغرق في شرفات الأرق.
قمرٌ ضنينٌ يخطو على أعطاف دهر، فاستفق يا أيها المحفور في عين التعب، دع موالك يخاتل في الهضاب واسمح لي أن أشعل في شجو عينك توقي إلى عينيك.
دعهما يفحّا حنيناً وانظر إليّ وأنا أغادر آخر صوتي، وقد قطّعت أوتار نعاسي وركضت كيفما اتفق، راغباً في أن أسرّح قطعان ضوئي على تخوم الغياب.
***
فتحت دفتر العمر، كانت عيناك تراقصان الحلم، وتنثران الفرح على ضفاف اللقاء، فيقطر القلب ينقّط باقةً من ضوء، وتمضي قوافل من حنين ترسل حداءها فتورق الأمنيات.
***
عصفتُ بناري على مناخات الكرى، فأورق الحب على رماده، والأرض عجّت في مخاضٍ متعبٍ، فتساقطت أوراق العمر، وتوارت وراء اختناقات الحناجر.
***
فرشتُ صوتي على رمل الصدى، فارتعشت وردة في شفة الندى، يا امرأةً تغفو على أوهامها، أيقظي ذاكرتك وغنّي لحقولٍ نازفة، فأنا.. لوّنت حقل وعودي، فانطرحي على عشب القلب وقولي: كان من بعض جنوني..

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار