الوحدة: 15- 6- 2020
تعتبر الأعمال اليدوية المشغولة من الخيش والخيزران جزءاً من التراث والموروث الشعبي، وهي فن و جزء من ديكورات المنازل الحديثة العصرية، تضيف جمالية على المكان يمتزج فيها الحاضر والماضي.
تقول الحرفية وجيها يوسف من بلده القدموس (50 عاماً) متزوجة من رفيق محمد مدرس مادة العلوم الذي تعرض لحادث مؤلم خلال عمله أدى إلى إصابته بشلل سفلي، وأم لشابين، أحمد حاصل على شهاده معهد سياحي، وعلي خريج أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية: أحببت العمل اليدوي وتعلمته في مرحلة الشباب ويعود الفضل في تشجيعي لوالدتي رحمها الله، لم أكمل تعليمي الجامعي بسبب الظروف
وفي البداية كان لدي الوقت الكافي للعمل في هذه الحرفة ومساعدة زوجي حيث شجعني واشترى لي مكنة صوف، وكنت أسهر حتى الصباح وأنا أعمل لأعيل عائلتي بعد إصابة زوجي.
وتابعت يوسف حديثها: أصبحت أهتم بالعمل أكثر للقيام بأعباء العلاج ومصروف المنزل وخاصة عندما كان أولادي صغاراً فأصبحت أعمل حسب المواسم (بالمونة) والطبخ والباقي من الوقت أنجز بعض الأعمال اليدوية بمواد مختلفة.
أما عن طبيعة الأعمال فقد أتقنت إعادة التدوير وخاصة الخيش وورق الجرائد والخيزران ورغم الضيق كنت أجد نفسي بهذه الأعمال.
لم تسبق لي المشاركة بمعارض بسبب وضع زوجي ووجودي إلى جانبه بشكل دائم ولم أجد المساعدة من أي جهة، وفي منطقتنا وأنا من أبناء منطقة القدموس لم يأخذ أحد من المسؤولين المبادرة للقيام بمعرض للتعريف على منتجاتنا واقتناء عدداً من التصاميم يدعم الأسر المحتاجة، بالرغم من وجود نساء كثيرات يتقن العمل اليدوي.
أما عن دور وسائل التواصل الاجتماعي، الحقيقة هناك دور كبير لوسائل التواصل الاجتماعي بالتعريف عن أعمالنا واستطعنا تحقيق حضور في العالم الافتراضي يضاهي الدعم الذي نريده على أرض الواقع، وأنا عضو في مجموعة سوق الضيعة الذي يقوم بعرض منتجاتنا المحلية اليدوية حتى نتمكن من تسويقها، وهي مجموعة جديدة هدفها دعم المرأة الريفية في المناطق الفقيرة.
ظروف الحرب والحصار الاقتصادي ومن بعدها فايروس الكورونا كانت قاسية على حياتنا وتفاصيل مستقبلنا.
أما المواد الخام الخاصة بالعمل اليدوي أصبحت غالية جداً، وأحياناً غير متوفرة والتسويق نتيجة ارتفاع الأسعار وحاجة الناس لتأمين لقمة العيش صار قليلاً وبأسعار أقل من الكلفة، بالإضافة إلى وجودنا بمناطق بعيده عن المدن كان عائقاً في التسويق .
نظرة الناس للعمل اليدوي ضعيفة فهي تشتري من الأسواق بأسعار خيالية أما الأعمال اليدوية تدفع ثمنها أسعاراً زهيدة جداً، والمشاكل كثيرة التي أدت إلى تراجع دخل المرأة التي تعمل بهذا المجال خاصة خلال الحرب وما سببته من غلاء المواد الأولية وضعف القوة الشرائية بشكل كبير، نحن بحاجة إلى دعم من جهات رسمية وجمعيات أهلية حتى نستطيع متابعة نشاطنا لأننا بحاجة للعمل.
أحلامنا لن تتوقف رغم كل الصعوبات، سأستمر لأني أحب عملي كثيراً وسأعمل بكل طاقتي لكي أحقق ذاتي وأساعد أسرتي.
زينة وجيه هاشم