الوحدة : 10-6-2020
عندما قال القائد المؤسس حافظ الأسد طيّب الله ثراه: (الوطن غالٍ, والوطن عزيز, والوطن شامخ, والوطن صامد، لأن الوطن هو ذاتنا، فلندرك هذه الحقيقة، ولنحب وطننا بأقصى ما نستطيع من الحب، وليكن وطننا هو المعشوق الأول, الذي لا يساويه، ولا يدانيه معشوق آخر، فلا حياة إنسانية من دون وطن، ولا وجود إنساني من دون وطن)، كان يعلم أن هذه القيمة (الوطن)، قد تتعرض لاختبارات كثيرة، وما علينا كأبناء لهذا الوطن إلا أن نكون على قدر المسؤولية..
قد لا يروق ما سيأتي من كلام لكثيرين، وسيصفونه بـ (الخطاب الخشبي)، وسيتحدث هذا البعض عن غلاء المعيشة وضيق ذات الحال، ولكن التفريق بينما ما هو (وطني)، وبين العابثين بهذه القيمة أمرٌ لا بدّ منه..
إن طغت (فئة) على تفاصيل حياتنا المعيشية، مستغلة ما يمرّ به (الوطن) من حرب لا مثيل لها، حرب انتقلت من الميدان العسكري إلى (الأفواه)، فهذا لن يدفعنا إلى التخلّي، أو اللامبالاة، رغم كلّ ما يمكن أن نقوله عن أداء بعض مؤسسات الوطن، أو بعض الأشخاص القائمين عليها، وبدل أن نرتمي بحضن هذه الطاقة السلبية، ليفكّر كل منّا كيف يقوم بدوره الحقيقي في الدفاع عن مستقبل البلد…
العجز، قمّة العجز، أن نكتفي بالتأوّه، وأن نبحث في فضاء (العالم الأزرق)، عن جملة أو عبارة (مسبقة الدفع)، ومجهّزة في المطابخ الغربية، وننتظر (اللايكات) التي ستنهال عند نشرها..
بدل أن نرجم أسعار النعناع والبقدونس، هل فكّرنا أن نزرع (شرش نعناع) في أصيص على (بلكون)، وبدل أن تصبح (البيضة) وجعاً، يمكن أن نعيد بناء (القنّ)، وقس على ذلك..
وحين قرأ، رحم الله، واقع سورية ودورها، وما تعرضت له وستتعرض له، وضع البوصلة حيث يجب أن تكون، لأنه كان يعرف أين تقف سورية، وأنّ الأطماع فيها كبيرة، ولكنه كان يثق أنّها لن تركع: (خسئتم أيها الرجعيون، نحن لن نضل الطريق، لأن لنا قضية نمسك بها، لأن لنا وطناً نحبه ونمسك به أما أنتم فلا وطن لكم.. لأن وطنكم هو حيث مصالحكم الانتهازية.. حيث جشعكم.. حيث انتهازيكتم، وطنكم حيث الظلم والقهر…)، الآن نعي أكثر من أي وقت أي رؤية ثاقبة كان يمتلكها رحمه الله، وأي دور ملقى على عاتقنا، في التصدّي لـ (رجعية الداخل) وانتهازييه…
ما يحاول البعض من (رجعيي الداخل) فرضه الآن بقوة المال، وبالإبحار بوجع الناس، هو أخطر بكثير من (الحرب العسكرية)، والتي تصدّى فيها جيشنا الباسل بكلّ جدارة وتميّز لجحافل الإرهابيين وكبّدهم والدول الداعمة لهم خسائر فادحة، وبقيت سورية عزيزة منيعة، كما أراد لها المؤسس، ويستمر جيشنا العقائدي بالذود عن كلّ القيم الجميلة في بلد الشمس والضوء والياسمين، لذلك فمن واجبنا جميعاً أن نتصدّى لجشعهم، ألا ننجرف في الفوضى التي أحدثوها، أن نعتمد على إنتاجنا المحلي، وأن ندعم هذا الإنتاج دعماً حقيقياً لا بالبيانات وبالأرقام (المتلفزة)، فساعتها نقطع الطريق عليهم، ونعين بلدنا على تجاوز هذا الاختبار الصعب.
غانم محمد