الوحدة: 9- 6- 2020
مهما يبلغ الفقر بالناس، ومهما يثقل عليهم البؤس، ومهما يسيء إليهم الضيق، فإن في فطرتهم شيئاً من كرامة تحملهم على أن يجدوا حين يأكلون مما كسبت أيديهم لذة خاصة خير من الحاجة والجوع.
أبو عزو (٥٩) عاماً، ترك بيته في مدينه حلب بعد أن دمره الإرهابيون، وتشرد أبناؤه الثمانية، سافروا ليحموا زوجاتهم وأبناءهم من القتل، وبعد وفاة زوجته تزوج وأنجب ثلاثة أطفال عمرهم من عمر الحرب..
عمل بالعتالة في حلب وعندما قصد طرطوس المدينة الآمنة استأجر عربات لبيع الفول والترمس والحمص الأخضر مترقباً المواسم.
يقول أبو عزو في بداية حديثه (قوت ولا تموت) لقمة صغيرة خير من الجوع،
ورثت الفقر أنا وإخوتي، وأعمل بالليل والنهار لأطعم أطفالي بعد أن خسرت بيتي وأولادي الكبار من زوجتي الأولى التي توفيت رحمها الله.
أما عن ساعات عملي الطويلة، أعمل من التاسعة صباحاً حتى الحادية عشر ليلاً، أقف متعباً لأبيع (الجريدة)، الحمص الأخضر بعد الشوي، وإضافة الملح وملح الليمون والقليل من الماء.
بعد أن قصدت طرطوس وقمت باستئجار بيت صغير، أعمل أنا وزوجتي حتى لا نجوع، أكابر على التعب من أجل أطفالي، وقد أرهقني غلاء آجار العقارات والحمد لله لازلنا قادرين على تأمين طعامنا.
أقوم بدفع العربة التي تزداد ثقلاً لأقف في زاويتي المعروفة في شارع هنانو بطرطوس.
أبيع (الجريدة) في موسمها الحالي وموسمها صغير بعدها أعود للفول والترمس.
الأسعار مرتفعة بسبب غلاء الغاز وصعوبة تأمينه، ويصل سعر كيلو الجريدة إلى ٢٠٠٠ ليرة..
في كل تعب متعة.. أبدأ نهاري بالتوكل على الله، وأنا أردد مقولتي كل يوم
(يا فتاح يا رزاق يا مقسم الأرزاق ارزقنا وارزق كل محتاج)، حتى آخر الليل أحمد الله على ما قسمه لنا.
زينة هاشم