بين الشط والجبل.. على عتبات الصباح

الوحدة: 4- 6- 2020

 

(قلبك لم يعد طريا)… تقرأ تلك القصيدة القديمة، وتعيدها على مسامع وحدتك وكأنك تتساءل عن غابات اللوز المحترقة في فضاء عينيك.. عن صوتك الذي فقد بريقه حين تسلق العليق الى حنجرتك وسرق منك مواويل الزرع والحصاد!

×××

كغزال شارد..

تركض في براري الروح..

وتختصر الشوق بكلمة حنين..

هناك من يصوب بندقيته نحو القلب ليصطاد كل هذه اللهفة..

هناك من يتسلل الى مملكة أوراقك ويسرق رزمة الأمنيات المتبقية في جيوب أيامك ويمضي!

×××

الشارع يفهم جيداً…

وكذلك قلبك..

ما تقوله الخطوة لزميلتها حين تمشي متثاقلاً، لتشعر أن الأماكن ضيقة رغم اتساعها وأن جسر المشاة في مدينتك يئن متعبا حين لا تنبض خطوات المارة بالحب واللهفة!

×××

البحر أيضاً..

ورغم زرقته الفاتنة..

يحزن من انكسار موجة فوق صدره حين تيأس من ملاحقة نورس مشاغب!

وحده المقهى..

ذلك الصديق القديم..

يمشط شعره كل صباح..

يرش العطر فوق قميصه.. يحلق النابت من شعر لحيته بعد حجر طويل.. يفتح ذراعيه ليضم اغترابك.. يشرب معك قهوة الوجع اليومي.. يجادلك في أمور كثيرة ويخبئ في جيوبه قصيدة مكتوبة بماء القلب!

هل سألت يوما زهرة عباد الشمس لم تميل بعنقها نحو الشمس.. وكلما هربت شمسها ركضت وراءها لاهثة رغم أن جذورها مثبتة في الأرض!

هكذا أنت.. زهرة عباد الشمس التي تنبض حبا وترفض أن تموت في الظلام!

 (قلبك لم يعد طريا)…

لكنه لايزال ينبض!

 

منى كامل الأطرش

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار