الأحد 31- 5- 2020
إذا أردنا أن نفرح في الوطن، وأن نشعر بأننا من ترابه ومن مائه وهوائه، وإذا أريد لوطننا أن يفرح بنا، لابد أن نكون أبناء صالحين لهذا الوطن…
هذا الأمر يقوم على علاقة عميقة كالجذور، تتجاوز حالة الأمنيات، لأن الوطن لا يبنى بالأمنيات, العلاقة موقف يقوم أولاً على الالتزام بالقوانين..
إن وطناً تتراخى فيه سلطة القانون، يصير أشبه بخيمة تراخت حبال أوتادها، فباتت مهددة بالسقوط أمام هبة ريح، وعلى المسؤول في أي موقع من مواقع الوطن أن يفرض قوة القانون على الجميع، الكبير قبل الصغير، وعلى القوي قبل الضعيف، وعلى الغني قبل الفقير، وعلى نفسه قبل أن يفرضه على العامة، وعلى القاضي قبل أن يجلس تحت قوس القضاء ليحكم بين الناس أن يكون عادلاً، الظلم لا يبني وطناً، والفساد يمتص ضرع الوطن ويجعله حصيداً جافاً.
عندما تكون كل الدروب مفتوحة للأقوياء والأغنياء والفاسدين والمنافقين يصير الأفق معتماً، والمستقبل عاصفاً، والأموال مهما تكدست في البنوك لن تكون ضمانة لأصحابها، والذين يبحثون عن وطن آخر، عليهم أن يخرجوا من الوطن، قبل أن ينفجر غضب الوطن عليهم، ولكل شيء نهاية…
النقاء في العلاقة مع الوطن هو نقاء في السلوك وفي الكسب المشروع وفي التمسك بالقوانين والعمل بروح الجماعة مع أبناء الوطن.
نحن السوريين نحمل راية الأمة من أقصاها إلى أقصاها، وهذه الأمانة تحتاج إلى جيش قوي ومتماسك ومقاوم وهو الذي لازال وجوده يمنحنا الأمل بأن (سواميك) الوطن لاتزال قوية وعالية ومتينة.
نحن بحاجة أيضاً إلى جيش من العاملين في مؤسسات الدولة يؤمنون بأنهم يحملون أمانة وطنية في خدمة الناس، وليس في خدمة أنفسهم ومصالحهم وجماعة (الدرج) المفتوح هم كارثة، وبحاجة إلى مواطنين صالحين، يعملون بكل جهد مخلص لبناء أنفسهم وبناء وطنهم، يلتزمون بقوانين الوطن ويمتلكون الجرأة والشجاعة والإرادة في مواجهة الفاسدين، فالوطن ينهض به أبناؤه المخلصون، فإن أصاب بعض جدران الوطن صدع، اهتز تماسك الوطن، وضعف بنيانه.
سليم عبود