الوحدة : 20-4-2020
الشاعرة سناء سفكوني حاصلة على العديد من الأوسمة والشهادات التقديرية في مجال الشعر والقصة الومضة والهايكو، ولها العديد من المشاركات والنشاطات الشعرية في المراكز والمهرجانات الثقافية، على امتداد الجغرافية السورية تقريباً، وهي من مؤسسي ملتقى أوتار الذي يديره الأديب والشاعر مخلوف مخلوف.
تقول الشاعرة عن بداياتها: علاقتي مع القراءة والكتابة بدأت باكراً في المرحلة الإعدادية، مع حنا مينا، وجبران خليل جبران، ونزار قباني، ومحمود درويش، والكثير من الروايات العربية والعالمية، كأزاهير الربيع، بدايتي كانت في المرحلة الإعدادية بكتابة الخواطر والنثر والقصص القصيرة، واستمرت في المرحلة الثانوية، كنتُ أتميز بمادة التعبير الأدبي، شاركتُ في المهرجانات الطلائعية، وحفلات التنسيب بفقرات فنية، ودبكات ولوحات رياضية، وأنا معلمة رياضة، كنتُ أكتب مقاطع شعرية ونثرية، يقدمها طلابي مع الفقرات الفنية.
وتضيف الأديبة قائلة: همومنا بأبعادها وألوانها وجراحاتنا تعددت كلها، راعف نازف مرة يفتك بنا القلب، ومرة تطالنا الحياة، وتارة تنهال علينا مشاعرنا وأحاسيسنا، فكان الملاذ الجميل هو الكتابة للوطن والحب والحياة.
كتبتُ لجيشنا العظيم:
تجيئون
مع الريح
مع الغيم
تأتون
خذوني معكم
بالجعبة الخضيبة
طلقة… خيطاً
ضماداً… مطرة
خذوني
على قمصانكم زراً
وفوق
جباهكم غبرة
خذوني
رغيفاً يابساً
أنبت
على أكفكم شجرة.
وللحياة كتبتُ:
أغمض عينيك
وسافر
وراء الحلم
والفكر والغناء
من قال إن العين لا تبصر
في إغماضها أفضل.
ثم تتابع حديثها: التجربة الشعرية الحقيقية والناضجة بدأتُها في السنوات الأخيرة الخمس، فسنوات الحرب كانت تحدياً وحافزاً لأكتب للوطن والشهيد والنصر، لأن التحدي الثقافي برأيي تناغم وتجاوب ما بين جميع الطاقات لتحقيق النصر، لأن النصر فعل حضاري، يشترك فيه الجندي والمعلم والشاعر والطبيب والأديب الروائي والموسيقي، وحضارتنا كسوريين حضارة فكر وثقافة وعمران وإشعاع معرفي.
وعن تصوير الشعر للواقع تضيف: ولطالما كان الشعر صانعاً للثقافة، ومرآة وصورة للواقع منذ فجر التطور البشري، والذي بدأت فيه الكتابة على جدران الكهوف، حيث لم تكن المشافهة تكفي، كان للشعر واللفظة الشاعرية قوة تزيد عن قوة اللمحة اللونية في الرسم، أو النغمة الصوتية في الموسيقا، أو اللفتة الأخاذة في النحت، فالشعر يجمع اللفظة والصورة والموسيقا غالباً، وكان له صولاته على المنابر، وفي ساحات المعارك، وفي الاحتفالات المختلفة ..ينقل الزمن الحالي والزمن الذي سيكون ويقنعنا، لأنه يعتمد على العقل والخيال الشعري، يقول سقراط: (ما من فكرة إلا وسبقني إليها شاعر).
د. رفيف هلال