الوحدة : 17-4-2020
كلّما نظرتُ لمرآةِ الحاضرِ
يُقضمُ الهلعُ مفاصلَ عبوري
لغدٍ رسمْتُه بخيوطِ النّورِ
من حكاياتٍ معلّبةٍ
منتهيةِ الصلاحيةِ
وليلٍ ارتوى من دمِ الفجرِ
فضاعَت نغمةُ الصّباحِ
أتسلّقُ فكرةً بيضاءَ
قبلَ أن يبتلعَها الضبابُ
وتغتالَ غيمةٌ سوداءُ لونَ الحياةِ
أهربُ وظلّي نحو الشّمسِ
فأرى طفولَتي تدحرجُها الفوضى
وبين طيّاتِها موءودةٌ ضحكاتي
يلهو بكاءٌ بها من زمنِ الربيعِ
يتوهُ في العتمةِ وجهي
ويسقطُ من يدي عنواني
كلُّ الطرقاتِ تنعى حظَّها العاثرِ
في زحمةِ العابرينَ
وأنا عصفورٌ صادروا أغنياتِهِ
التهم عثّ رقادَ قوادمَ أجنحتي
فتناءَت عنّي
الموانئُ والأحلامُ
يا أختَ الشّمسِ
ما زلتُ مصلوباً على جدارِ الوقتِ
أنتظرُ صياحَ الديكِ
لتستيقظَ الأغاني الجميلةُ
وتعودَ من الرمادِ
ألحانُ البراءة
وحكاياتُ جدّتي
من بينِ ضحكاتِ الطّفولةِ سيُشرقُ وجهي
راسماً زورقاً على كفِّ أمي
ويلقّنُ الطيورَ عذبَ الشدوِ
فقولي لمواسمِ الحصادِ
ألّا تشحذَ مناجلَها
ما زلتُ كالفجرِ زاهياً
وأحملُ ألفَ قصةَ حبٍّ وابتسامة
ومعَ كلِّ أغنيةٍ رقصةً
وشكوى، ودمعةً
وحزنَ قمر
فارسمي هطلي مع حباتِ المطرِ
شالاً يدثّرُ أكتافَ الصّباحِ
مللتُ العتمةَ
وصمتاً يلتهمُ وجودي
ومقاعدَ شاغرةً فاتحةً فاهاً للريحِ
وقولي لشهرزادَ
ألّا تبوحَ بسرِّ الحكايا
لكلِّ عاشقٍ عطرُه
وضوعُكِ مازالَ يغريني
اقتربي
لنعيدَ للبجعاتِ رقصاتِها
وللبيادرِ غلالَها
فأواخرُ الصّيفِ عنبٌ
ولكلِّ محبٍّ صومعةٌ يخشعُ فيها
وآهٌ غيرت ملامحَها الجراحُ
فأضعتُ صومعَتي
ومضيتُ بلا طريق
زكريا عليو