الوحدة : 12-4-2020
مع نسمات الصّباح العليلة, ومع إشراقة شمس تطلّ من عينيكِ تطرق باب قلبي وتوقظه فيتلو آياتِ الحبّ ويُنشد أناشيد الحياة ويغنّي الصّباح على وَقْع الحبّ, فتنساب قيثارة شعري ألحاناً تُراقصها الفراشات, وتُردّدها البلابل أغنيات, لتصبح ماء العاشقين والهواء.
مع هذه النّسمات الّتي تتغلغل في الضّلوع أقف أمام المرآة لأسأل نفسي: ما هذا الّذي أعيشه وأحياه؟ أهو طيفُ مَنام أَمْ حياة حُبٍّ وحبُّ حياة ؟! وأظلّ أحيا السّؤال وحلاوة الجواب الّذي لا أرى سواه، وتبقى الحياة ما دام الإنسان مؤمناً أنّها باقية لطالما نحيا بقرب مَن به نحيا ولأجله نفني العمر حبّاً وكرامة, وأنتِ يا حبيبة عمري سبب حياتي وغايتها وأنت أيقونة الحبّ في ناظريّ، ما أجملك وأنتِ تطلّين أمامي على نافذة صباحي وأوراق مكتبي تسلبين, ووردة مكتبي تصيرين! ما أجملك وأنتِ مداد حبري! ما أجملكِ وأنتِ قصيدة عمري وملحمة شعري! ما أجملكِ لا تغادرين أجفاني وفي القلب تسكنين!
هاهي رياحي تغادر قلبي وتحطّ رحالها في جدائلك ليشرق صبح ويضاء نهار فيزيل عتمة ليلٍ دجٍ فأراكِ فجرَ ضياءٍ وأراكِ حبلاً من النّور يمدّ القلب بالنّبض, فأسيرُ كما المسحور, أو المأخوذ بالحلم وإليكِ أمشي وأصير كما طفلٌ ينام على ثدي مُرضِعه وقد أمضّه التّعب وآلمه السّغب.
ما أجملكِ وأنتِ فَوْحُ عطرٍ يرشّ شذاه ! ما أجملكِ تنهيدة عاشق في شهقة حبٍّ! ما أجملكِ وأنتِ ضوءٌ يغسل وجهي والصّباح! ما أجملكِ وأنتِ ريحٌ تهبّ في القلب وتتزوبع! فأكون المنتهى وقد كنتُ بما منحتِني المبتدى, لأنّ ما بي من الشّوق يفوق الصّحراء في شوقها للغيث.
نعيم علي ميّا