الوحدة : 31-3-2020
قديماً لم يكن للحبّ ذلك العيد الذي يجتمع العشاق فيه، أو يختاروا لوناً تشرق له ابتساماتهم وضحكاتهم التي تتجاوز سرعة الضوء والشمس معاً.
البعض كان يحتفل مع كل لقاءٍ متجددٍ، والبعض الآخر كان يجعل من اللحظة الأولى لعشقه مناسبةً سنويةً خاصةً، تلتقي فيها مظاهر الاحتفال برمّتها، ولو بمقدوره إشراك مئة سنة قادمة لفَعَلَ، بل وعمل من رياح الصبا (مناطيد) يغرف منها للصيف نسائمه.
إنّما الذهاب إلى عيدٍ رسمناه حباً وألصقناه بيومٍ محددٍ، فهو كالذهاب إلى دكانٍ لا بيع فيه ولا بائع.
صعد أحدنا إلى قمةٍ وراح يمد يده لغيمةٍ علّها تُسقط له حبّات مطر.
لكنّها لم تأتِ لتمطر، بل لتكمل سيرها إلى قمةٍ أخرى.
ومن يسأل عن (قيس) فهو ليس عضواً في ذلك الحب، وتلك حال العشاق على مرّ تواريخهم وعصورهم، فقد اقترفوا مخالفةً لا تغتفر بجمعهم للألوان، وليس لوناً بعينه.
فما بالك بالوردة الحمراء التي تحمل؟ بل كانت ورودهم باقاتٌ بنفسجيةٌ من التأمل والتفاني والشجاعة.
في ظل غياب الحبّ: كثرت الأدوات، فهذه قبعة الحب وتلك حباله، وهنا وهناك تنتشر ملابس وألعاب خاصة به، ومن يحملها أو يستخدمها فهو غارقٌ ببحر العشق من قيعانه إلى أعلى أمواجه؟!
وهكذا يكون العيد مجاوراً لجغرافيا اللّون الأحمر، ولو نضبَ مضمونه وكثرت مظاهره.
اقترح أحدهم أن يكون للحب لون آخر كالأزرق مثلاً واقترح آخر: تسميات جديدة كالحبّ المريخي تيمناً بالسماء، أو الحب الطبيعي تيمناً بالطبيعة، أو الحب الشامل تيمناً بالكون و… هكذا.
ولأنّني وأمثالي نعاني جهلاً من ذلك الحب، ولا بد من محو للأمية التي نحن فيها، فقد اقترحت الاستعداد للقثطرة، وتهيئة قطع غيار القلب المنهك من (صمّام أو شبكة أو (بالون) أو شريانٍ صناعي، بعد أن أتعبتنا الحياة، وعرفنا من خلالها كيف يكون الحبّ والصدق، وبعد أن ساهمنا في حسن المتابعة بأدق تفاصيل الحياة.
سمير عوض