العدد: 9556
الثلاثاء : 24 آذار 2020
في عيدك أمي
أيتها الكواكب في السما ء
يا نجمة تطوف في مدى الفضاء والمجرة،
ويا أقماراً تفلت من عقالها لترقص في عتمة المساء
أضيئي ليلي البهيم
أنيري بضوئك الأثيري
أشعلي الكون بمشكاة الحنين
احصي معي لحظات عمري الحزينة
قهري بفقد أمي ولوعة السنين،
ويا سماوات العلا،
هناك في البعد البعيد
وأزمنة الخلود
عرائش الياسمين
وأيام الدهور
أمي جاءت إليكم زائرة،
فيا جنان الخلد، استقبلي أمي،
عيدها فاتحة الأعياد
قري بها عيناً أيا أيامي
الراحلات والقادمات.
أشتاق حضناً، وذراعين،
تلفاني، تحوطاني، تكوناني
تعيداني من جديد
ترجعاني صغيراً..
أتعلم الحياة،
أتلمس الخطا وكيف أكون الوليد
أيا الجنان في السموات العلا،
هل قبلتي قدمي أمي لديك.؟
من سبيل إليها أشعلني حنيني
هي قريبة مني،
وأنا عنها البعيد،
في عيدها، أتلو الآيات،
غيثا لروحها،
عسى ربي يرضى عني
ثم أمي عساها
فأغدو الابن السعيد.
* * *
في زحمة الأعياد، وكرنفال سعادة اللحظات، تبرز الكلمات قصائد، مواويل وأغنيات، حروفاً وأبجديات تشكلنا كما تريد، نحاول تشكيلها نحن لكنها كالأعياد تعيد تشكيلنا لوناً فلوناً، وضحكة فضحكة، كما البحر من موجة تولد لديه موجة وموجة.
فيا كلماتنا شكلينا كما تهوين، أعيدينا لأبجديتك الأولى عسانا نبتهج معك ببهجة سرمدية، ونعلن معك أيضاً أن عيدك كما فاتحة الأعياد.
* * *
في كل مرة نسافر في موتنا، ونرحل في طريق نظنه اللا عودة، أو اللا رجوع إلى نقطة البداية، نستعيد وعينا، ينبثق إدراكنا من جديد، ونبصر في العودة ملامح الطريق، وننسج أيامنا التاليات، ويكتب لعمرنا فاتحة، ويندرج كما الأعياد، في مسيرة أعمارنا المستعادة، وتبدأ من جديد.
خالد عارف حاج عثمان