حملـــوا عــــلى عــــاتقهم مســـــــؤولية بنـــاء أمــــة بأكـــــملها.. كــم من الأمم أُشـُـــــيدت على أيـــــدي معلّميـــها
العدد: 9554
الخميس : 19 آذار 2020
نقطع دروب الحياة، نمشي بين تضاعيفها بلا هوادة، منذ طفولتنا البعيدة فتحت العيون على ذلك الإنسان الجميل واللطيف الذي استهلك حياته ليرشدنا بالعلم والتربية، كيف نتلمس صواب السبيل بأقصر وأسلم الطرق كي نصل إلى محطات الحياة التي ننشد إنه ذلك المعلم الذي برسالته الإنسانية الراقية وجده وتعبه نقلنا من حالك الجهل إلى عوالم النور والبصيرة منحنا إكسير المعرفة التي ذللت لنا تلك الدروب لنسير في ركب العلم والحضارة، صيّر لنا أجنحة تحملنا ذات اليمين وذات الشمال عبر جهات الدنيا الأربع، فأصبحنا بنور هديه أبناء الحياة الأبرار على درجة شامخة من الوعي والتحصيل العلمي كما الثقافي، هي ذي رسالة ذلك القديس الذي منحنا بوصلة النجاح والسعادة، لا تفيه العبارات مهما تزينت حقه في رائع صنيعه لنا، وربما تسعفنا ههنا كلمات الشاعر الجميل أحمد شوقي عندما قال: كاد المعلّم أن يكون رسولاً كلمات خُطت من القلب، لمن كان سبباً في بناء شخصية إنسان، كلمة حق من القلب إلى القلب.
* ميس الريم شحرور: أن تمتهن مهنةَ التّعليم يعني أن تحمِلَ على عاتقكَ مسؤولية بناء أمة بأكملها، وكم من الأمم كان هلاكُها على أيدي معلّميها إذْ لم يؤدوا رسالتهم بشكلها الأرقى وقدسِيّتها الأسمى، بالمقابل نجاحُ ملايين العلماء وذوي المكاناتِ العلمية العليا كان على يدِ معلّمين عرفوا أية قضية يتحتم عليهم أن يدافعوا عنها، ولأنني اليوم أسير في درب تكلل بدخولي كليتي الهندسة والإعلام وجبَ عليّ أن أردّ العرفان ولو بكلمة شكرٍ لاثنتين من معلّماتي اللتين تركتا على جبيني ميسماً وزرعتا في قلبي بذرة جذورها تمتد يوماً إثر الآخر في ميادين العلم، أولهما معلمتي الأولى في الحياة (خالتي ريم) التي ما إن تعلمتُ النطق حتى وجدْتها تحملني بيديها لأغوصَ في أعماق لغة العصر (الإنجليزية) ابتداءً من أبجديتها وليس انتهاء بقواعدها وأساليب نطقها التي أطربت سمعي مراتٍ وهي تتفنن في تعليمي إياها، لذلك حقها عليّ أن تكون قدوتي ومثلي الأعلى في الصبر والوفاء لمهنة التعليم، معلمتي الثانية هي (سيّدة اللغة العربية) كما أحبُّ أن أسميها، وهي التي عشقت اللغة العربية فجعلتني أعشقها وأفتخر بأنني ناطقة بها، صوتها الدافئ وهي تلفظُ حروفها وتعلمني قواعدَها، حفرَ على شغاف القلب اسماً لمعلمة معطاءةٍ لبست ثوبَ اللغة وألبستنيه بكثير من الحبّ والتوق (المعلمة القديرة بثينة حلوم) تعلّمت على يديها أنّه ما من شيء في هذا العالم يسلك سبيله نحو النجاة والنجاح دون حبّ، وإيماناً منّي بما تقول وتفعل أحببتُ العربية وبادلتني الحبّ فكنّا معاً صديقتين.. ولأن الشكرَ ليسَ يكفي وإنما يوصلُ القليل مما في القلب وددْتُ إخبارها أنها أمّي التي أوصلتني إلى دربٍ أخضر عنوانه: حبّ اللغة العربية إحياء لغريزةِ الإبداع.
* حيان دلا: في كل مجال أو تجمع ندخله، شخص واحد يطبع فينا الأثر الذي لا يمحى وفي مجال الدراسة، هناك أكثر من معلّم و معلمة تركوا أثرهم الطيب في نفسي. ولكن كوني كاتباً وأصبحت حياتي تتمحور حول الكتابة، فإنني أتوجه بالمعايدة لمعلمتي في المرحلة الابتدائية ختام جديد. هي أول من اكتشف موهبتي من خلال التعبير الإنشائي وأثنت عليها وتنبأت بها خيراً. عندما يخبرك أحدهم بنجاحك ستتملكك الفرحة الكبرى كما خطوة الحبو الأولى، وكما خفقة الحب الأولى، وفيما بعد سيصبح الشعور عادياً مع كل إخبار جديد.. كل عام وبناة الأجيال بألف خير.
* الصحفية بشرى رجب: لنتحدث قليلاً عن البدايات والتي تترتب عليها كلُّ النجاحات اللاحقة إن أحببنا بصدقٍ وقدّرنا العطاء بمنازل أهله ستكون النتيجة وفاء أبديّاً وابتسامة شكرٍ وعرفانٍ لمن صيّرتني وزرعت فيَّ حبِّ اللغة الانكليزية منذ الصف الخامس الابتدائي المدّرسة (ديمة الشملات) لروحها المحبة والسكينة والسلام، لازلت أتذكر صفاتها التي لا تنسى فقد كانت بهيّة الملامح، رقيقة القلب والوجدان، مبتسمةٌ دائماً حتى عند الخطأ شجعتني على تعلم اللغة الانكليزية حتى أصبح لديّ شغفٌ في أن أتقلد خطواتها وقدرتها على الانسياب بالمفردات والمعاني دون تلكؤ، فأصبحت من المميزين في المدرسة الإعدادية والثانوية في هذه المادة تحديداً بفضلها العظيم، كثيرٌ من الأحيان أعود بذاكرتي سنين عدةٍ إلى الوراء لأغوص في التفاصيل مع طلابي وأبتسم لأقول لنفسي تراها تنظر إليَّ الآن لتعلم بأني أصبحت في المكان الذي كانت تتمنى أن تجدني به يومآ وهو (المدرسة).
* المعلمة (ديمة) ذهبت في حبّها لمهنتها إلى مناطق أبعد من المعتاد في مسيرتها، فكم يلزمنا من العمل الحقيقي والشغف كي نترك أثراً لا يمحى أبداً في قلوب وأذهان طلابنا؟ الأثر الإيجابي الذي يدل بأن هنالك معلماً رائعاً قد ساعدنا في رسم معالم الطريق الذي أصبح حقيقة أي أكثر من مجرد حلم أو هدف ولا يزول، لعليَّ يا معلمتي لم تسنح لي الفرصة أن نلتقي ولعلّ الغياب خطّه القدر المحتوم ولكن الإنسان يظلُّ حيّاً في كلمات وقلوب من أحبوه، وفائي يحتمُّ عليَّ أن أذكر طيبتك وعطاءك اللامتناهٍ على الملأ وفي عيدك سأقول كل عامٍ وأنتِ أكبر من فكرة والفكرة لا تزول.
* علياء إسماعيل: تعيش حروفي حالة العظمة، ربيع جديد يزهر بين نقاطها يعيش في أمل كلماتها، فالوصف اليوم عن رحلة عظيمة من السعي المقدس، رحلة العلم، الوصف اليوم (يتعمشق) بجغرافية الأرض يقبل أصغر ذرة تراب، يكمل لحجارة التاريخ يشيد بين القصور تحية يصل صداها للكواكب وللمعان النجوم، للزمن الذي كون الوجود الذي كون الفكرة، واللغة، و(الكيميا) التي شكّلت رابطة الحب بيننا وبين كل ما حولنا بيننا بين خلايانا، لتصل تحية الامتنان للغة العربية وعبق الياسمين فيها، للورق الأبيض وأقلام الرصاص، والحقيبة الصغيرة على ظهري ومريولي الأزرق، لتصل التحية لتاج العلم الذي حمله المعلمون على رؤوسهم، ووصل نوره لعيوننا، فأي شكر يحيط بكم؟ وأي وصف يكفي لقدسية رسالتكم التي بدأها أشرف الخلق من قبلكم، ولأي مكان تنقلني الحروف، سأكتفي بوعدي، بعهدي على البقاء في ساحة العلم على إكمال هذه الرحلة المقدسة.
* جعفر هيثم شاطر، طب بشري: إلى من هم الأساس في ربط الإنسان بأرضه، إلى من هم الأساس في تخليص الإنسان من رواسب التخلف، إلى من هم الأساس في تلقين الأطفال والشباب حب الوطن والدفاع عنه، إلى من هم الأساس في بناء العقل والعقل محور الحياة، إلى بناة الأجيال، معلمي سورية الأفاضل، عيد المعلم يحرّك الوجدان، يهز النفس، يستجر الماضي وصوره وذكرياته، يجعلك تنظر إلى ما أنت عليه بفضل البناة الحقيقيين، وهذا يخلق داخلك أملاً وتفاؤلاً عظيماً، أقف عاجزاً عن التعبير عما يكنّه قلبي تجاه كل من علمني حرفاً.
المعلمون الذين استمروا في نضالهم رغم ويلات الحرب، يقفون في مدارسهم بكلّ مدينة وقرية ليقدموا العلم والمعرفة أهم وأنبل ما نحن بحاجة إليه، فقد جعلوا المدارس دائماً منارة يعبر الناس من خلالها من الظلام إلى الضياء، ومن العتمة إلى النور، ومن الجهل إلى المعرفة والعدل والحرية، فتحية من الأعماق من القلب لكل معلم ومعلمة مرّ في حياتي وأنار دربي إلى المستقبل، وتحية تقديرٍ وإجلال لكلّ معلم ومعلمة استمروا في العطاء رغم كل الصعوبات التي يمرُّ بها وطننا الحبيب.
* جولي محمد زوان: ابتداء من مرحلة إدراك الفرد يبدأ المعلمون بالتوافد إلى حياته، الأهل معلمو ومعلمات الحياة، المدرسة، أي خبرة وفكرة لطالما اقتنعت أن كلمة (معلمون) لا تقتصر على أساتذة المدرسة بل كل من كان له فضل في معرفتي العلمية والفكرية والحياتية وكل من كان له أثر في تكوين أفكاري في سنوات التفتح الأولى ومرحلة المراهقة كل من وضح لي بنصيحة معينة مسار فكري ووجداني معين وشمل والديَّ اللذين حرصا دائماً على مساعدتي في بناء معرفتي بما يتناسب مع تطلعاتي منذ مرحلة الدراسة الابتدائية، وحتى تاريخ كتابة هذه السطور مرَّ في طريقي الدراسي والحياتي أساتذة كثر منهم من ترّجل عن متن الذاكرة ومنهم من رفضت الذاكرة أن تتخلى عنهم، أساتذة شكَّلوا دافعاً معنوياً كبيراً، أساتذة بنوا عماد الأفكار ورصَّعوها بالنصائح، معلمون أثّروا في كياني وحفروا الدوافع في مخيلتي كي لا أتخلّى عن الأمنيات والخطط، إلى هؤلاء الجنود المجهولين الذين ساعدوني لأكمل طريقي، إلى من كانوا فعلاً ذخيرة إضافية لأسلحتي الفكرية، إلى كل أساتذتي الشكر الكبير، طبعاً عند حديثي عن المعلمين لا بدّ من أن أذكر أساتذة الحياة، الأساتذة الذين حفروا حروفهم على صفحات الذاكرة، الأساتذة أصحاب النصائح التي تتصدر قائمة نصائح حياتي وأصحاب المحبة الكبيرة في قلبي، رغم لقاءاتنا المحدودة كان الأساتذة أصحاب الأثر الأكبر وهم: الأستاذة التي أعطتني قاعدة حياتي الذهبية (كوني دائماً ذاتك في الحياة وتمسكي بأحلامك بهذه الطريقة فقط تحصدين النجاح) الإعلامية أوغاريت دندش رغم أنها لم تدرّسني بالمعنى الحرفي للكلمة لكنها قدوتي الجميلة التي أعطتني قاعدتي وكانت كلماتها وأيضاً ثقتها التي لَمستُها من الرسائل دافعاً كبيراً جداً وحافزاً جميلاً لأكمل أحلامي تماشياً مع أمنياتي وأفكاري ولن أنسى حروفها المشجعة أبداً ولها منّي محبة كبيرة و شكر ضخم جداً، الأستاذ الذي شكل بنصائحه وكلماته وثقته جداراً متيناً في ذاتي ودفعتني كلماته إلى أن أكمل ما بدأت به انسجاماً مع مبادئي وأفكاري، علمني الخطوات الأولى في الطريق الذي اخترته لنفسي الإعلامي سومر حاتم له مني محبة وشكر ضخم أيضاً، إلى كل معلم و معلمة مرّ ومرّت في حياتي عابرين كانوا أو ثابتين شكر كبير.
* رهام علي، طب بشري: قد تجمعنا الأقدار بأناس عظماء، يغرسون في النفس كل تقدير، حياتنا، وأضفت عليها من العلم شعلةً، ومن الأمل بسمةً، ومن الأدب والأخلاق زرعت فينا بذوراً، ورعتها حتى بلغت أشُدّها.
سلمتنا بأمان للحياة، كانوا قدوتي ومثلي الأعلى، في العلم والتفاني والإخلاص والعطاء والرقي، فقد كنتُ من المحظوظين بلقاء جبال صامدة أعجز عن وصفها، حروفي خجلة في حضرتهم، وكلماتي تنحني أمام عظمتهم، لكلّ من ترك بصمته في حياتي، قد أصبحت على مشارف التخرج من بحار الطب الخضمّة، وماتزال أفضالهم تكلّل رأسي، فكم أود لو أردّ لهم جزءاً من عطاياهم، ففي هذه المناسبة، معلماتي، معلّميَ الأفاضل، أودّ أن أُعبر عن جزء صغير من احترامي وتقديري، كل عام وأنتم الخير للأجيال، كل عام وأنتم النور والمنارة، أدامكم الله لنا مشعلاً وضاء ومنهل علم لا يخبو ولا ينضب.
* مرام حمادة: غادة موسى، إنسانة رائعة بكل التفاصيل، لا يمكن أن أنساها، لها مني كل الحب، قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولاً أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفـساً وعقولاً سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى وللمعلم فضل لا ينسى.
نور محمد حاتم