العدد: 9554
الخميس : 19 آذار 2020
غداًسأشي للنهار
بأنك أنت الذي
قطعت جسده
إلى أجزاء
تنزف الحنين من كل مرفق
وفرقت بين ساعاته
فبات نهاراً من ليل ساهد
وسأشي لليل
بأنك سرقت صحوة النهار
وأسكنتها ظلمته
وألبستها وحشته
وخلعت عنها سكينته
فبات يعج بقوافل فوضى
وجيوش من أرق
تتجهز فيه حروب الشوق
تنتهي إلى هدنة مستعرة
وهكذا دواليك..
وتخلص إلى النصر
على الشوق بالأشواق
فبات ليلاً من نهار الزاهد،
غداً سأشي
للربيع بأنك لص اللوحات
الذي سرق ألوانه
ووأد الحياة فيه قبل لفظها
جعلته ينزف الشحوب
من كل مفصل
فبات خريفاً من اختناق
وسأشي للشتاء
أنك أنت من تمطرني في كل يوم
وتغرقني بالحنين صيفاً وشتاء
تجلدني بأمطارٍ لا تعرف البلل،
ثم تأتيني بهيئة ملاك
يسألني من أين لك
كل هذه العلل!
تعقر سكوني
وتتباهى بحضور الغياب
فتشعل النار في قلب الماء
حتى بات صيفاً من احتراق،
وسأشي … وسأشي
لا لن أشي
كي لا تغادرني..
أريد أن أهنأ بك حتى عذاباً.
نرجس عمران