العدد : 9553
الأربعاء : 18 آذار 2020
من خلال مبادرة إيجابية تحمل في طياتها الاعتراف بعظمة الرسالة التي ينهض بها بناة الأجيال على مر العصور قامت مديرية التربية في محافظة اللاذقية بتوجيه الشكر والتقدير للسيدة مريم توفيق رجب (اختصاص لغة انكليزية، مدرسة جهاد ماشي ح1، ح2) مع التمنيات لها بمزيد من التقدم والعطاء وذلك لأدائها المميز داخل الغرفة الصفية واتباعها أساليب التدريس الحديثة خلال العام الدراسي 2019 – 2020، وهي خطوة صحيحة كي تأخذ مؤسساتنا التعليمية والتدريسية زمام المبادرة لتقدير الجهود المبذولة من أجل تطوير الأساليب المتبعة في التدريس وليصبح هذا التقدير بداية لسلسلة من التكريم لا تنتهي لشريحة هامة في مجتمعنا كانت وما زالت تأخذ على عاتقها مسؤولية إيصال الرسالة الأسمى، وبمناسبة عيد المعلم تلك المناسبة الخاصة للاحتفال بالمعاني الإنسانية العميقة، جريدة الوحدة التقت المدرّسة مريم رجب للحديث حول مسيرتها في التدريس وكيفية التعامل مع المنهاج بالأساليب الحديثة ليكون مادة سلسة يسهل إيصالها لمختلف المستويات والمراحل الدراسية، فكان الحوار الآتي.
عن بطاقتها الشخصية ودراستها الأكاديمية قالت: اسمي مريم توفيق رجب، مدّرسة لغة انكليزية حاصلة على شهادة أدب إنكليزي، دبلوم دراسات عليا، قسم الأدبيات خريجة جامعة تشرين، أدّرس حالياً في مدرسة الشهيد جهاد ماشي وتنقلت بين مدارس كثيرة وأول تعيين لي كان في مدينة منبج وبعدها في حلب ثم انتقلت إلى اللاذقية..
وعن كيفية بناء علاقة سليمة بين المدرس والطالب قالت: لبناء هذه العلاقة السليمة يجب على المدّرس أولاً أن يحب ما يعمل به، فكما نعلم حين يكون لدينا شغف بشيء ما، نحاول أن نُلم بكل معطياته والطالب هو الهدف الأساسي في العملية التعليمية، فحين نقوم برفع معنويات الطالب وزرع الثقة بمقدراته المطلقة هنا تبدأ أسس العلاقة الصحيحة، ومن أهم معايير العلاقة بين الطالب والمدّرس قيامها على الاحترام المتبادل، وجعل العمليَّة التعليمية القاسم المشترك في هذه العلاقة، ممَّا يحقِّق النفع للطالب بالتعلُّم، وللمعلِّم بأداء رسالته على أفضل وأكمل وجه واحتفاظ المعلم بقيمته العليا كحامل لرسالة العلم، بما يحفظ هذه الرسالة من أيِّ إساءة أو تشويه.
* كيف يمكننا استثمار المهارات والمؤهلات عند المدرس في دفع العملية التعليمية والتدريسية بعيداً عن الامكانات المتواضعة للوسائل المساعدة والأساليب التقليدية المتبعة في مدارسنا؟
** يمكننا استثمار المؤهلات عند المدرس عن طريق تفعيل الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تقوم وزارة التربية مشكورة ببذل أقصى طاقاتها لوضعها ضمن الأطر الصحيحة، فهناك مشروع دمج التكنولوجيا بالتعليم الذي يتيح للمدرس تقديم جهده بطرق أوضح وأسلس وبالتالي المتعلم يكون لديه القدرة على الفهم أكثر وخصوصاً في عصر صار الدرس متاحاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
* ماذا عن الأسلوب التفاعلي وأهميته في التعليم خاصة في تعليم اللغات؟
** يكسر التعليم التفاعلي جمود أسلوب التلقين وتفعيل العمل الجماعي وينمي قدرات الطلاب وتأتي أهميته لكونه البديل عن التعليم التقليدي الذي يعتمد على التلقين ولا يحاكي الإبداع والابتكار لدى الطلاب، وهو يشجع على التعلم بسبب المشاركة الفعالة للطلاب في أثناء الاستحواذ على المعرفة، ويقوي بقاء المعلومات بشكل كبير وذلك بسبب المشاركة أيضاً، ويزيد في مقدار التعلم مع ازدياد صعوبة المفاهيم، ويتم التعلم فيه من خلال عمل المجموعة أو الفريق، فالأستاذ فيه ليس محاضراً وإنما رئيس ورشة عمل، ولقد أثبتت الأبحاث أن طريقة التعليم التفاعلي هي طريقة فعالة جداً ليستحوذ المتعلم على المهارات المهمة، ومن أهم هذه المهارات التفكير الفعّال من أجل حل المشكلات، وفي مجال اللغات الأسلوب التفاعلي رائع جداً حيث يجري الطلاب محادثات وحوارات كل واحد منهم يعرض مقدراته اللفظية والمعرفية أمام الآخر وبهذه العملية تتهيأ فرصة للتعلم من خلال المناقشة والحوار.
* لمحة عن التكريم ورأيك حول الاهتمام الرسمي بالمبادرات والأساليب المبتكرة عند المدرسين المتميزين؟
** حين تكون طالباً ويتم تكريمك تنتابك مشاعر تحلّق بك لأقصى درجات السعادة أما حين تكون مدّرساً وثمة من يلتفت إليك ليشكرك على واجبك الذي عليك أن تقوم به فهنا يتولد لديك شعور استثنائي من الفرح يطفو في قمة إحساسك ويحثك على المضي بطريقك وتشعر بمسؤولية مضاعفة، وشكراً من القلب على هذه الالتفاتة الجميلة لقد أسعدتني كثيراً، وكل الشكر لمديرية التربية التي اهتمت وقدّرت وألقت النور على جهودنا التي يجب أن نقوم بها بطبيعة الحال..
* كلمة عن عيد المعلم وكيفية تقديره ليكون حقاً الرافد الأساسي في التعليم ومتى يكون التكريم الحقيقي له؟
** كل كلمات الشكر لا تعطي المعلم المميز الجزء اليسير من حقه في الوصف لكوني كنت طالبة ولن أنسى أساتذتي الرائعين أبداً، لكن التقدير والتكريم الحقيقي للمعلم يأتي من محبة طلابه فهم الهدف الأساسي والإنساني في العملية التربوية وباكتساب قلوبهم يغدو المدّرس قادراً على تجاوز الصعاب في هذه المهنة المزدوجة وعيدنا هو حين نشعر أننا نزرع الفرح والعلم والحب والقيم الجميلة في نفوس أطفالنا، فعندها تكون سعادتنا الحقيقية.
بقي للقول: لأن للمعلم رسالة هي الأسمى, وتأثيره هو الأجدى، ولأن رسالته وطنية بامتياز، لكي يحرر العقول من الجهل ويرسم لأبناء الوطن درباً صحيحاً سليماً إلى المستقبل، فمن الواجب رد الجميل له، في عيده بتكريمه وتبجيله، لذا فالدعوة ملِحّة وضرورية، لنتساعد نحن كأهل مع المربّين والمعلمين كي نصل بأطفالنا إلى حياةٍ أفضل وجيلٍ أكثر إبداعاً في مجالات الحياة المختلفة، فجميلٌ أن يضع الإنسان هدفاً في حياته والأجمل أن يثمر هذا الهدف طموحاً يساوي بناء جيلٍ بأكمله وهذا ما يقوم به المعلم المعطاء، فمنه نتعلم أن للنجاحات أناساً يقدرون معناها، وأن الأفكار الملهمة تحتاج إلى من يغرسها في عقول أطفالنا عطاءً واهتماماً وقيماً سامية تُنثرُ من أجل الوصول للمكانة الأسمى، وهل هناك أسمى من رسالته على المدى!
فدوى مقوص