العدد : 9549
الخميس 12 آذار 2020
قدمٌ واحدة تكفي
للتسكّع في زواريب الأبديّة
والاطمئنان
إنّه لازالَ بالإمكان
أن يغادرَ الحمامُ معاقلَه
والعودة إلى صغاره
وفي فمه ما يكفي..
من حَبّ الحصيد
والجِنان..
في دمشقَ
ليلةٌ واحدة تكفي
لاكتشاف سرّ العلاقة الأزليّة
بين قاسيونها والقمر
بين ياسمينها
الباسط ذراعيه
فوق أكتاف الحيطان العتيقة
الضيّقة كجورب بائعة الظلّ
ساعة الضجر..
في دمشقَ
امرأةٌ واحدةٌ تكفي
كي تشهدَ وأنت في أوج قداستكَ
إنّ ارتكابَ الحبِّ حقٌّ
وأنّ الاكتواءَ بناره حقٌّ
وأنّ نزاراً.. كان على حقّ
حين أعلنًكَ مفقوداً
إن دنوتَ من سور حديقتها
أو حاولتَ
استمالةَ الشّمس المتدحرجة
من ضحكتها
وشهيداً
إن راودتَ برتقالَ صدرِها
أو رسمتَ فجراً
أو نهراً
على محيط خصرها!
بين ..
حجارتها العتيقة أمشي
خصرُ – أورنينا – ملءُ كفّي
أتوسّطُ روضَ – الرّبوة
بردى يركض أمامي..
كجروٍ صغير ..
جميلٍ
في أوردتي يجري كنهار
تقاسيمٌ ناي
عزفٌ بلا أوتار
على يميني
مصابيحٌ تتراصفُ عميقا في المساء..
مطاعمٌ مكتظّةٌ برائحة الشّواء
وضجر النساء
شفاهٌ تتلظّى
موناليزا – على الجدار تدمع
نراجيلٌ – تقرقرُ وقد بُحّ صوتها
لعلّ سامعا في هذا الخواء
يسمع..
في دمشقَ
كما كلّ المدائن
تشرقُ الشّمسُ كعادتها
من شقّ تنّورتها
لكنّها لا تغربٌ..
كما كلّ المدائن، كعادتها
تظلّ معلّقةً على سَاموك العرش
سراجاً أبديّ الاشتعال..
ويظلُّ السؤال:
من أيّة مجرّة أتيتِ
يا ابنة المُحال..؟
مخلوف مخلوف