العدد : 9547
الثلاثاء 10 آذار 2020
الفنّان نجيب سعود عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية، وخريج كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق منذ عام 1983، صارت الزخرفة شغفه لا يتوانى عن إيصال كل جمالياتها بمحبّة معطياً أسرارها ووصفاتها لكلّ طلابه بحرفية عالية، وهب عقوداً من عمره لتدريس فن الزخرفة في معهد الفنون التطبيقية والتشكيلية، عن هذا الفن وتطوّره وواقعه اليوم يحدّثنا فيقول: الزخرفة أو فن الاتصالات البصرية من الاختصاصات التشكيلية الهامة جداً، والتي يعادلها اليوم التركيز والاهتمام، كون الطلب العام عليها يزداد لأنّها عنصر هام إن لم تكن من أهم العناصر للترويج والتسويق للمنتجات الحياتية على اختلافها، كونها تشكل عنصر جذب، فكيف إذا كان عنصر الجذب هذا لا يُقاوم، ومع أنّه كان للدعاية والإعلان عبر السنين صنّاعهما، لكن مع التطور التكنولوجي الرائد في صناعة الإعلانات وكثرة البرامج المخصصة لتعليم الراغبين في هذا المجال زادت المنافسة لكنّ أسس ومبادئ الإعلان بالزخرفة اليدوية الهندسية والنباتية والحيوانية يبقى الطريقة الأسلم والأقوى لكل راغب في الدخول إلى هذا المجال.
ومع أنّ الغرب سبقنا بأشواط في هذا المجال، إلاّ أن سورية ولبنان يعدان بلدين رائدين بين بقية البلاد العربية، لا شك أن للإعلان اليوم دوراً هاماً لا يقلّ أهمية عن دور الإعلام، وعندما يكون متقناً وبحرفية عالية قد يتفوق على دور الإعلام في الترويج والتسويق للمنتج، وأعود لأؤكد أنه مع إيجابيات الكومبيوتر في السرعة بالتصميم والدقة في الإنجاز والاتساع في الانتشار، لكنّه من غير الممكن أن يحلّ محلّ العمل اليدوي، فرغم وجود برامج هائلة على الكومبيوتر، إلاّ أن للعمل اليدوي قيمته الجماليّة والروحيّة، قد يكون هناك جمالية لأعمال الكمبيوتر، ولكنها تفتقد للمسة الإحساس، لأعصاب اليد، لنبضها.
العمل اليدوي فيه روح، وهو ما أحاول التركيز عليه مع طلابي، فعندما يفقد العمل الفني الروح يفقد الجمالية البصرية التي تعد أهم عناصر الزخرفة.
باختصار تعلّم مبادئ الزخرفة، خاصة مبدأ الاشتقاق اللوني وتوظيفه أساسيّ إن كان بالطباعة على القماش أو الورق أو الأكواب الزجاجية الخاصة، أو أيّ مادة للاستخدام اليومي وحتى في تصميم البروشورات وأغلفة الكتب والملصقات والبوسترات الطرقية، أو الزخارف الهندسية لأغراض البناء والعمار كدور العبادة من كنائس وجوامع، وحتى الزخارف التي يدخل منها تصميم سيناريوهات بسيطة لأفلام كرتونية.
لكل ما سبق وذكرناه أسسه، ولا يمكن فقط الاعتماد على الكمبيوتر لأن التعليم الزخرفي اليدوي هو الأساس، ويأتي الكومبيوتر ليتكامل ويقوّي أي تصميم زخرفي.
الإقبال اليوم من قبل الشباب أكثر من أي وقت مضى، كون الطلب على الإعلان في ازدياد وخاصة من قبل شركات الإنتاج الإعلاني وعالمياً تقام مسابقات هامّة في هذا المجال، ويبقى وراء كل تلك التصاميم الرائعة فنانون مجهولون لهم فضل كبير في رواج وتسويق لهذا المنتج أو ذاك.
مهى الشريقي